عرض مشاركة واحدة
قديم 12 / 04 / 2012, 26 : 11 AM   رقم المشاركة : [40]
نبيل عودة
كاتب نور أدبي مضيئ

 الصورة الرمزية نبيل عودة
 




نبيل عودة has a reputation beyond reputeنبيل عودة has a reputation beyond reputeنبيل عودة has a reputation beyond reputeنبيل عودة has a reputation beyond reputeنبيل عودة has a reputation beyond reputeنبيل عودة has a reputation beyond reputeنبيل عودة has a reputation beyond reputeنبيل عودة has a reputation beyond reputeنبيل عودة has a reputation beyond reputeنبيل عودة has a reputation beyond reputeنبيل عودة has a reputation beyond repute

رد: أثر المناهج الغربية على الدرس النقدى العربى

زميلتي العزيزة
احترم حرصك على النقاش المثمر الذي بات لأسفي عملة نادرة في ثقافتنا العربية.
هناك الكثير من النشر الخاطئ حول الماركسية .. التي تعتبر بانها الفلسفة التي اثرت الفكر الانساني بشكل لا سابق له. ولكنها تظل فكر قابل للتغيير والتطوير وليس نصوصا مطلقة. انا شخصيا لي الكثير من الرؤية المغايرة للطرح الماركسي.. نشرت مقالين في المنتدى وساواصل ولكني غارق ببعض الأعمال الصحفية والأدبية..
ماركس لم يقل تلك الجملة اطلاقا . ماركس قال ان المادة ليست مكونة من شيء ولا تتحول الى شيء المادة تغير اشكال وجودها وهي موجودة منذ الأزل وحتى الأبد.وحدد المادة بالواقع الموضوعي اي بكل ما هو خارج وعي الانسان. والوعي الانساني هو انعكاس للوجود المادي . وطبقت الماركسية المفهوم المادي على المجتمع وهي اول فلسفة تفعل ذلك بعد ان كانت المادية تدور في اطار الفكر فقط. ومرة اخرى الموضوع المادي لا يتعلق بما نسمية بانسان مادي اي يحب الربح والتملك والجشع الشخصي . بل يتعلق في الموقف من المسالة الفلسفية الكبرى.وهنا ينقسم الفلاسفة الى معسكرين المعسكر المادي الذي يقول باولوية المادة على الوعي والمعسكر المثالي الذي يقول باولوية الوعي على المادة. لست في باب تحبيذ فلسفة على اخرى انما طرح الاتجاهات لتوضيح موضوع هام هو اختصاصي الشخصي. وانا وجدت لدى الفلاسفة المثاليين امورا رائعة اثرتني رغم اني في تفكيري الأساسي ارى بالفكر المادي اقرب للعلوم والحقائق العلمية من الفكر المثالي.والمثالية هنا لا علاقة لها بالمثاليات والاخلاق والايمان والدين. بل بالفكر والتحليل الفكري لفهم العالم وما يجري حولنا من تطورات واحداث وخاصة في مجال العلوم.
الفلسفتان المادية والمثالية تنقسمان الى عشرات الاتجاهات والاجتهادات.مثلا اللاهوتي ( كان رجل دين ) والفيزيائي بليز باسكال من اكبر ممثلي الفكر المثالي كتب ان الايمان بالله هو مقامرة ، لأنه اذا لم يؤمن وتبين ان الله موجود عندها سيخسر ملكوت السموات ، اما اذا آمن وتبين ان الله غير موجود فلن يخسر شيئا. هذا فلسفي مثالي من اهم الفلاسفة المثاليين. وصار الايمان بالله يدعى في الدراسات الأكاديمية بالمقامرة الباسكالية. اي ان الفلسفة كلها لا تأخذ اي قضية بشكل مطلق كحقيقة لا جدال حولها حتى موضوع الإله (بل واحد ممثلي الفلسفة المثالية قال "ان الله قد مات".)بل بنظرة الشك لكل شيء من هنا تعليم الفلسفة ضعيف ومشوه في العالم العربي حتى في الجامعات. الفلسفة تعلم على التفكير وترفض التلقين وشعوبنا وطلابنا مجبرون على اسلوب التلقين البدائي والفاشل جامعاتنا للأسف تخرج طلاب مع شهادات ولكن بدون خبرة عملية لغياب الأبحاث والتجارب العلمية وتعليم الفلسفة على اصولها، بينما جامعات الغرب تخرج علماء وباحثين يحصلون على نوبل ويطورون اليات وعلوم لم نعد قادرين على العيش بدونها. أي تحولنا الى مستهلكين لا ننتج ..ومن هنا حظنا بنوبل صفر .
بالطبع لا يمكن في هذه العجالة استعراض كامل للموضوع ، والان انا متحمس لكتابة سلسلة مداخل للفلسفة. لأني من مراجعاتي الانترنيتية للموضوع وجدت الكثير من المغالطات والأخطاء والتضليل ، بنفس الوقت هناك كتابات ممتازة لكنها للأسف صيغت بلغة معقدة وادعي انه يمكن تبسيطها دون الاضرار بمضمون الطرح. وآمل ان يسعفني الوقت لأفعل ذلك.
لذلك ارجو عدم اقحام الدين في حوار ثقافي فكري او سياسي او فلسفي .. لكل منا زاوية رؤيته وفهمه المغاير ... وليس شرطا ان البشر ولدوا على نسق واحد وشبلونه واحدة.
نبيل عودة غير متصل   رد مع اقتباس