عرض مشاركة واحدة
قديم 21 / 04 / 2012, 59 : 03 AM   رقم المشاركة : [36]
رأفت العزي
كاتب نور أدبي متألق بالنور فضي الأشعة ( عضوية فضية )

 الصورة الرمزية رأفت العزي
 





رأفت العزي has a reputation beyond reputeرأفت العزي has a reputation beyond reputeرأفت العزي has a reputation beyond reputeرأفت العزي has a reputation beyond reputeرأفت العزي has a reputation beyond reputeرأفت العزي has a reputation beyond reputeرأفت العزي has a reputation beyond reputeرأفت العزي has a reputation beyond reputeرأفت العزي has a reputation beyond reputeرأفت العزي has a reputation beyond reputeرأفت العزي has a reputation beyond repute

رد: (( لا تحيا إلا بالعناق ! ))






جاء دورك لتخبرنا .. أنا تعبت من أجلك حتى أُخلي لك الطريق تماما ،
فلا تقل لي كعادتك ، لم يحدث شيء بينكما .. هل ..
قاطعه وليد وقال :
-لا ، لا شيء !
- أنت جبان ، مفلس ، مريض ،كيف تترك هذه النعمة تطير من بين يديك ..أو أنك كاذب حقير !

- " لِمَ لا تريد ان تصدق أيها الحبيب إني أفكر بطريقة مختلفة عنك ، أنت
أقرب إليّ من أخي ، من أمي وأبي وأنا أحبك يا فتى ولكني لا أتّبع هواك ! "
كان وليد يتحدث بشفافية وصدق ولا يريد أن يُظهر صديقه بمظهر الفاجر
وهو في مظهر ملاك .. أردف قائلا :

" قلت لك أيها العزيز أنني لم آتي هنا لأتحرر من مشاعري وأتنكر لعاداتي وتقاليدي ..
ها هو انا . هنا أنا ، كما أنا هناك . لم اتطرف هناك ، ولن أتطرف هنا ،
كنت في وطني معتدلا وسأبقى على اعتدالي ولو سكنت باريس أو لندن ولو
قيدت لي ملكة جمال العالم فلن اتغير. هل أبالغ في القول ، ربما أنا كاذب من يدري !! "

شعر عدنان بمرارة غير مبررة ، هو يعرف صديقه جيدا ، يعرفه منذ البداية،
ويعرف بأنه أكثر من طبيعي ، ورجولته - بالمعنى الذي يفهمه - لا يضاهيها رجولة
التفت نحو وليد وسالة :
- هل أحببتها .. ؟ أظنك كذلك .. ابقى كما أنت يا عزيزي .. ابق كما أنت .
حب على كيفك . سوف يأتي اليوم الذي يضيع منك تماما ذلك الشيء الذي يُثبت
رجولتك ؛ فأنا لم أنسى فعلتك الأخيرة ، أخجلتني وما زلت .. يا ندمي على
تعبي معك ، اعتقدت أنك سوف تُكَفر عن سيئة ما فعلت في الصيف الماضي ! "


في الصيف الماضي ، قام عدنان بإيقاع وليد في كمين بائعة هوى غاية في الجمال ،
وقد دفع لها ضعف المبلغ الذي تتقاضاه على ان تُنجز عملها كاملا ،
وقد أفهمها بأن صاحبه رجل خام ! قال لوليد أن " السيدة " هي زبونة
تشتري ثيابها من متجره وهي زبونة تدفع جيدا ، وأن لديها مخطوطة أثرية
تريد ترميمها وهي لا تريد أن تخرجها من البيت وكل ما عليك إلا أن تنتظرني
عند المساء لأدلك إلى عنوان بيتها لترى العمل وتتفق معها فأنا أوصيك بها
فكن لطيفا بقدر ما تستطيع ! وهكذا صار.
لم يهرب وليد بعد ان علم بغاية وجوده هناك ولم يتذرع بقصص لا تنتمي للواقع
فعندما سُأل قال : جلست معها وحدثتها طويلا .. كانت في غاية اللطف ،
لم أسالها شيئا ، لم الق موعظة ، لم أعاملها إلا بكل احترام ، لم اجرح مشاعرها بكلمة .. !
ولكن لما دخل اليأس إلى نفسها منه سالته فقال :
" أنت امرأة شهية وفي غاية الجمال ، سرّني معرفتك ، سامحيني ،
فأنا لا أعرف كيف أرضي غرور صديقي الذي يعتقد إنني مريض أو عاجز ..
فقالت " وما المشكلة إذن ؟! " قال : " إنني أحب . "
سكتت ، أشاحت بوجهها ، فتحت الثلاجة وأخرجت منها زجاجتي " بيرة "
ابتسمت حين اعطته واحدة وقالت " على حسابي " ثم نظرت إليه وقالت
- " ستجلس هنا لمدة كافية ، ربما غيرت رأيك ، سأغير من ثيابي وتسريحتي
فلا تهرب لأني أقفلت الباب وأحتاجك في شيء آخر ! "
عادت بحلة أجمل ، وبعطر يأخذ الروع ،وبثوب لونه متناغم مع لون جسدها البض
يظهر مفاتنها الساحرة ، أشعلت سيجارة ولم تعرض عليه واحدة بل مدت يدها
وامسكت ذراعه المفتول وقالت " بالطبع أنت لا تدخن ، ولا تمنعني منه أليس كذلك ؟"
سحبته إلى غرفة نومها وقالت "لا يبقى في الغرفة أحد غيري والسرير " الجميع يغادرون
شعر وليد بالحرج وبالخجل فشكرها وجلسل برهة ثم استأذنها للخروج .
عند الباب أمسكت بيده وقالت اسمع مني هذه النصيحة :
" لا تقل لصديقك ومهما يكن انك لم تفعل شيئا ! أنت ما زلت شابا صغيرا
ولا تعرف كم أن هذا يؤذي الرجال "
حين همّ بالخروج مدت يدها وأمسكت أنفه وهزته قليلا وهي تبتسم بمكر وقالت
" أراهن بأن في داخلك ثور هائج " لقد كانت تلك المرأة صادقة ، كان يقف
على الباب بعقله وإرادته إنما كان جسده لا يريد الخروج أبدا ، كان يتعذب ،
كاد أن يصل لحافة الانهيار والاستسلام ، لكنها خطوة كما كان والده يقول .

والده كان من المغرمين بقصة يوسف ، يرويها باستمرار ، بل كان يرويها
بعد قراءتها من القرآن ، يرتلها بصوته العذب الجميل ، وقد جعلها ترسخ في
ذهن وليد كالحفر على الصخر ، كان في تلك اللحظة يتمنى أن تُمسك به وتراوده
كما فعلت امرأة " العزيز " تمنى لو شدته نحو الداخل، ومزقت قميصه بعنف
وحفرت بأظافرها لحم ظهره بعمق . تمنى لو ان صراعا دار بينه وبينها كان
ليلقي بها على ذلك السرير ذو الأربعة اعمدة لتكشف عن مرمر جسدها اللامع
ثم تاتي نحوه زاحفة ببطيء وهو يراقب بغضب كامل محاسنها ؛ عند الباب ، وقف
وتمنى ، كان أمام نصف تجربة ، فماذا لو امسكت بيده المتوترة ورفعتها على جسدها
المثير ، أتراه يسقط أو كان ليبقى من الصامدين ؟!
اقتربت منه وهمست في اذنه : " لقد دفع لي صاحبك أجرا مضاعفا "!
ضحكت ،ابتسم ببلاهة هزّ رأسه ومشى .
لما اختلى بصديقه في اليوم التالي صارحه بكل ما حدث ولم يعمل بنصيحة
تلك المومس ،انفجر من الضحك وهو يُقسم بالحقيقة حين تحدث عن " أخلاقها "
وكيف كانت حريصة على مشاعرة ورجولته لئلا تهانان ! استوقفه عدنان
بعد أن ضحك باستهزاء ومكر وقال : "خشيت أن استرد مالي فضحكت عليك !"

كان على يقين بأن صاحبه لم يكن يكذب ، يملك إرادة هو لا يفتقدها ولكنه لا يستخدمها
في مواجهة أنثى في جميع الأحوال .
وها هو الآن واقع في خيبة جديدة ، كان يلتزم الصمت ، يرتشف قهوته بهدوء وتثاقل ،
ينظر في مياه المسبح النظيفة والتي برغم كثافتها وعمقها ألا أن باستطاعة الناظر
إليها الرؤية بوضوح .. كل ما نحتاج ، ليس أكثر من تصفية أفكارنا والتأمل قليلا !
توقيع رأفت العزي
 "
كل ومضة نور في وسط الظلمة تدفع السائرين إلى الأمام خطوة !
وكل تصويب لمسيرة النضال على الطريق تقدم للنجاح فرصة !
" !!
رأفت العزي غير متصل   رد مع اقتباس