رد: من يخاطبكم يا ميتون
ميساء العزيزة
أجد نفسي امام صورة رهيبة للموت والحياة .. للصمت والهدير .. صورة الموت حيث نظن أن الحياة تتقد و تتوهج .. وصورة للحياة حيث نعتقدأن الموت يحكم قبضته .. نخال الصمت يسود حيث يعلو الهدير .. ونحسب أن الهدير يصم الآذان حيث يطبق الصمت .. رهيبة هي الكلمات .. تعري من يلتمس لنفسه ورقة التوت يستر بها خزيه وعاره .. نافذة هي الكلمات وهي تفضح عورة المتشدقين بالشجب و الندب و الاستنكار في همس لا يكاد يتجاوز الشفتين .
هي غزة .. بكل عنفوانها .. تعلن الحياة على الموت .. وتعلن الهدير على الصمت .. تعلن الشرف والإباء على الخزي و العار .. هي مقبرة ولكن ليس لمن فيها .. فالموت لا يطأها .. وهي إقبار لكل صوت نشاز.. ولكن الصمت لا مجال له فيها ..
يشدني الهدير كما يجعلني الصمت أتأمل .. و أراقب صراع الموت مع الحياة فيأخذني العجب كيف استطعت أن تجعلي من الأموات أحياء و من الأحياء أمواتا .
هو الإبداع الذي لا مراء فيه
دمت بكل خير يا ميساء
|