رد: بنت البيك
تبدو هذه القصة أقرب الى الترجمة الذاتية وهذا ما تكشف عنه القراءة السطحية للقصة لكن تأمل هذه القصة يكشف عن وعى القاص بأهمية فصل السارد الضمنى" أنا" عن" أنا" البطل وذلك حين بدا بتكريس الزمن فى الفتحة النصة للخطاب "منذ صغري تتكرر على مسامعي كلمة : بيك" هذا التكريس يفتح المسافة بين زمن الكتابة وزمن القراءة فزمن الكتابة مرتبط بسلطة الفرد " البيك" ومماراساته الطاغية على الفلاحين وزمن الفراءة يبرز روح التحدى لهذا الطغيان ويحمل إشارة أن الارادة تقضى على الظلم وأننا نحن الذين نجعل الحاكم فروعونا حين نتخاذل ونهادن وهنا يجعلنا الكاتب هنا أمام وحدة سردية تتداخل فيها وحدات لا تبدو موسعة، ولكنها تشغل تفكيرنا لأنها لا تقول كل شيء، حيث تعتمد على الاختزال والإشارة، فهي لا تبيح، وإنما تدفعنا إلى البحث عن الوحدة الكامنة وراء الحدث، وهذا من خلال تصادم فضاءات الزمن والحدث
, كما أنه يتحول إلى زمن العلاقات المتشابكة، فيتطور في حركته اللولبية في قفزات وخطوط بيانية، هي صدى لتطور عام ذلك أنه يستطيع من خلال هذا الزمن وبكل سهولة أن يطير إلى المستقبل حين يعجز البيك عن رد هذه الارادة, ويعجز عن منع الزواج من بنت البيك .ثم يعود مرة أخرى خاضعا معترفا بارادة ابراهيم والد البطل لانه رمز للقوة الانسانية الواعية، أو يعود إلى الطفولة مرة اخرى حيث تضع ابنته طفلا يتنسم الارادة منذ ولادته حيث ياتى البيك ليطلب من والد الطفل ان يسميه ابراهيم وهنا يحدث التدوير فى القصة التى بدأت بتكريس الزمن وانتهت بتكريس الزمن مما يجعلها مفتوحة على كل الفضاءات
كم كنت رائعا سيدى فى هذه القصة الجميلة
وسوف ثبتها لجمالها
|