الموضوع: آخر الأخبار
عرض مشاركة واحدة
قديم 03 / 05 / 2012, 58 : 08 AM   رقم المشاركة : [47]
نصيرة تختوخ
أديبة ومترجمة / مدرسة رياضيات

 الصورة الرمزية نصيرة تختوخ
 





نصيرة تختوخ has a reputation beyond reputeنصيرة تختوخ has a reputation beyond reputeنصيرة تختوخ has a reputation beyond reputeنصيرة تختوخ has a reputation beyond reputeنصيرة تختوخ has a reputation beyond reputeنصيرة تختوخ has a reputation beyond reputeنصيرة تختوخ has a reputation beyond reputeنصيرة تختوخ has a reputation beyond reputeنصيرة تختوخ has a reputation beyond reputeنصيرة تختوخ has a reputation beyond reputeنصيرة تختوخ has a reputation beyond repute

رد: آخر الأخبار

[align=center][table1="width:95%;"][cell="filter:;"][align=center]يقاطعون صانعي 'يوم الارض' بحجة رفض التطبيع
مروان دويري
2012-05-02
بعد أن نشرت كتابي سنة 2006 عن العلاج النفسي للعرب والمسلمين بواسطة دار النشر التابعة لجامعة كولومبيا الأمريكية، بادر بعض المهتمين بالأمر في بعض الدول العربية إلى دعوتي لتقديم ورشة عمل للأخصائيين والأطباء النفسيين في بلادهم حول هذا الموضوع. حين أوضحت أنني فلسطيني أسكن إسرائيل وأحمل جواز سفر إسرائيلي تراجع الداعون بحجة أنهم ودولهم يقاطعون إسرائيل. منذ نشر الكتاب تمت دعوتي إلى دول غربية وشرقية عديدة لتقديم خبرتي هذه في هذا المجال، خاصة بعد أن أعلن سنة 2008 في أحد التقارير الإحصائية عن الأبحاث أنني من بين أول عشر باحثين في العالم الذين أثروا موضوع علم النفس الحساس للحضارات والثقافات. أبواب دول العالم مفتوحة أمامي إلا أبواب الدول العربية التي أنتمي إلى شعوبها وأنشغل في قضاياها الاجتماعية والنفسية.
كثيرة هي المؤتمرات العلمية والاجتماعية والسياسية والوطنية المنعقدة في الدول العربية والتي تغلق أبوابها أمام أمثالي من المشاركة بنفس الذريعة: مقاطعة إسرائيل. ليس أن في مثل هذا التعامل موقفا جائرا فحسب، بل هو موقف فجّ ينم عن جهل عميق لتجربتنا الوطنية، وليس فيه موقف وطني ولا قومي ولا يصب في إطار مقاومة إسرائيل أو سياستها. لذلك ارتأيت كتابة هذا المقال إلى إخواننا العرب أولا احتراما لتجربتنا، وثانيا انطلاقا من مسؤوليتنا لتوضيحها لمن يهمّه هذه التجربة الخاصة.
يسموننا 'فلسطينيي ال 48' وفي هذه التسمية تجنّ واختزال لتجربة صمود وبقاء. هل يوجد شعب يعرف بتاريخ نكبته؟ نحن نعتبر أنفسنا 'فلسطينيي الوطن' لأننا بقينا في وطننا رغم النكبة. بقينا 'أيتاما على مأدبة اللئام' وتحملنا حكما عسكريا طال نحو عقدين ولم نرحل، وتمسكنا بوطننا كالقابض على الجمر بيده. كنا أقلية ممزقة وشبه منكوبة وتعرضنا لسياسة قمع وتمييز واضطهاد، هذا بالإضافة إلى انتهاج إسرائيل سياسة هدفت إلى تجهيلنا لتاريخنا وقطعنا عن انتمائنا القومي وعن لغتنا وثقافتنا وحضارتنا، وحاولت غسل دماغ أطفالنا ليتماهوا مع القضية اليهودية والصهيونية. ظنوا أن باستطاعتهم إذابتنا في الأغلبية اليهودية في إسرائيل. وماذا كانت النتيجة؟
بفضل ذاكرة آبائنا وأجدادنا وبفضل التثقيف السياسي والوطني الذاتي، وبدون أي عون من اخوتنا العرب، واصلنا جيلا بعد جيل التمسك بهويتنا القومية وبلغتنا العربية وبثقافتنا وتراثنا، وأثرينا تراثنا الوطني بأشعار محمود درويش وسميح القاسم وتوفيق زياد وراشد حسين وغيرهم الكثيرين، وبروايات إميل حبيبي وطه محمد علي وسلمان ناطور وغيرهم.
منذ أن كنا نحو 150 ألف فلسطيني باقون في وطنهم بعد نكبة 1948 مقطوعين عن جزء كبير من عائلاتنا وأصدقائنا الذين أصبحوا لاجئين عبر الحدود الممنوعة، خضنا معركة صمود وبقاء وكافحنا من أجل لقمة العيش وضد سياسة التمييز في أقسى الظروف. بعد أقل من ثلاثة عقود على النكبة استعدنا تماسكنا كأقلية قومية فلسطينية وصنعنا 'يوم الأرض' حين أعلنا إضرابا شاملا في 30 آذار سنة 1976 لوقف مصادرة بقية أراضينا وقعت فيه اشتباكات دموية مع الجيش الإسرائيلي. هذا اليوم الذي تحتفل فيه كل سنة جميع فئات الشعب الفلسطيني والعربي في الأراضي المحتلة سنة 1967 وفي بقية الدول العربية والشتات.
بقينا في وطننا نحرس الأرض الباقية والمقدسات الإسلامية والمسيحية والدرزية، ونشارك من موقعنا، في عقر دار إسرائيل، في جميع النضالات الوطنية ضد الاحتلال، وضد الحروب التي شنتها إسرائيل على الدول العربية سنة 1956 و1967 وضد اجتياح لبنان سنة 1982 والحرب عليه سنة 2006. لم يكن مثل هذا النضال الوطني رفاهية في دولة ديمقراطية، بل مواجهة حقيقية بداخل نظام قامع وعنصري مارس السجن والتعذيب والإقامات الجبرية وقطع الأرزاق، استشهد وجرح فيها الكثيرين.
لقد عبر شاعرنا توفيق زياد أحسن تعبير عن حالنا حين كتب، مخاطبا اخوتنا الفلسطينيين في مخيمات اللاجئين والشتات، قصيدة 'أناديكم' فقال فيما قال لهم 'مأساتي التي أحيا نصيبي من مآسيكم... أنا ما هُنت في وطني وما صغّرت أكتافي، وقفت بوجه ظلامي، يتيما، عاريا، حافي، حملت يدي على كفي، وما نكست أعلامي، وصنت العشب الأخضر فوق قبور أسلافي'.
في نظرة للوراء يبدو أن بقاءنا في وطنــــنا هو الإخفاق الأساسي للصهيونية التي لم يقف أمام مشاريعها عائق حتى الآن. يأخذ علينا بعض العرب أننا مواطنون في دولة إسرائيل، وبأننا نحمل جواز سفر إسرائيلي. كيف أرادوا لنا إذن أن نبقى في وطننا في دولة أقيمت عنوة وفرضت الحكم العسكري وملأت البلاد بالمهاجرين اليهود دون أن تستطيع أي دولة عربية نجدتنا؟ كيف أرادوا لآبائنا أن يحافظوا على بقائهم في وطنهم مع كل ما يتطلبه هذا البقاء من مصدر رزق وتعليم وخدمات صحية وتنقل دون مواطنة؟ ماذا أرادوا أن نفعل وكيف أرادوا لنا أن نحافظ على بقائنا في وطننا ورأينا أن بعض الدول العربية لم تعط لاجئيها الفلسطينيين حتى مواطنة كاملة ولا جواز سفر؟
المواطنة لم تكن أداة بقاء عملية في عالم لا مكان فيه لمن لا جنسية له فحسب، بل شكلت وتشكل اليوم القاعدة التي نخوض عليها وبواسطتها نضالا دؤوبا ضد العدوان الإسرائيلي وضد التمييز. وهل تحسبون أن مواطنتنا الإسرائيلية هي مكسب لإسرائيل؟ إسرائيل مشغولة منذ سنين بما تطلق عليه اسم 'المشكلة الديموغرافية'، أي وجود نسبة فلسطينية متصاعدة بداخلها تصل اليوم إلى نحو مليون ونصف نسمة وتشكل نحو 18' من سكان إسرائيل، الأمر الذي تعتبره تهديدا لمشروع الدولة اليهودية. لذلك ما زالت الحملات العنصرية متواصلة ضدنا، تتخذ مؤخرا شكل تشريعات عنصرية والتهديد بتنفيذ ترانسفير، لنا أو لجزء منا، خارج الدولة ناهيك عن التصريحات العنصرية التي تسمع يوميا من قبل وزراء وأعضاء برلمان، أو هتافات جمهور يهودي عنصري يهتف دون رادع 'الموت للعرب'، أو اعتداءات جسدية على العرب في مناسبات مختلفة.
إنها سخرية القدر أن تعاملنا إسرائيل على أننا عرب وفلسطينيون بالرغم من مواطنتنا الإسرائيلية، بينما يعتبرنا أخواننا العرب 'إسرائيليين' بالرغم من تمسكنا في أحلك الأوقات بهويتنا القومية والثقافية وبمواقفنا الوطنية على مدار عقود وفي عقر دار إسرائيل. ألا يكفينا التمييز الإسرائيلي ضدنا وخوضنا نضالا مريرا ضده دون أي دعم عربي، ليزيد علينا اخوتنا العرب تمييزا آخر يضعنا جورا في قفص الاتهام ويستدرجنا إلى موقع الدفاع عن النفس؟ من يملك المبرر الأخلاقي لمثل هذا التمييز ضد فئة اجترحت ما سمي 'أدب المقاومة'، وصنعت 'يوم الأرض' الخالد، وشكلت بصمودها في وطنها الإخفاق الأساسي للصهيونية.
وعودة إلى موضوع مقاطعتنا بحجة مقاطعة إسرائيل. في نفس الأسبوع الذي تلقيت فيه رفضا لمشاركتي قبل عام في مؤتمر علمي، عقد في إحدى الدول العربية، بحجة جواز السفر الإسرائيلي، تصدرت معظم الصحف لدينا عناوين مفادها بأن الأعلام الإسرائيلية ترفرف في ذلك البلد احتفاء بمشاركة سباحين يهود إسرائيليين في مسابقة سباحة عالمية جرت هناك. ومن جهة أخرى ألا يشارك في المؤتمرات المنعقدة في الدول العربية بعض العرب أو الأجانب الذين هم عملاء فعليين لإسرائيل أو أمريكا أو خائنين لبلدانهم العربية؟ إلى متى يستمر هذا الموقف الوطني شكليا والرجعي جوهريا؟
من لا يميز بين الفلسطيني مواطن إسرائيل وبين الإسرائيليين اليهود إنما يكون قد فقد البوصلة الوطنية ولا يستطيع تغطية جهله بذريعة أنه يدعو إلى مقاطعة إسرائيل.

' بروفسور فلسطيني وباحث في علم النفس
[/align]
[/cell][/table1][/align]
نصيرة تختوخ غير متصل   رد مع اقتباس