[align=center][table1="width:95%;background-image:url('http://images2.layoutsparks.com/1/109750/purple-lady-request-misty.jpg');border:4px solid white;"][cell="filter:;"]
[align=center]

لنبدأ من الألف من بداية البداية، من طفولة عبد الكريم سمعون .
ولأقل أن الأم التي صادفتها في زجلك وشعرك تحتم علي أن أرش بعد الرذاذ على ذاكرتك وأعيدك لأيام الطفولة قبل أن يسترسل هذا الحوار. لأسألك عن الطفل الذي كنت وعن ذلك القلب الكبير الذي احتواك، الذي هو قلب الأم.
أكنت المدلل؟ الحــالم؟ المحمي بجناح الأمومة؟ الفصيح،الطليق اللسان؟ الجريء أم الهارب إلى عالمه حين لا يفهم ما حوله أو لايعجبه ماحوله؟
*هل تنبأ أحد للطفل أن يكون شاعرا أم أن الشعر فاجأك ذات يوم وقفز إلى عالمك وراقص روحك كما فعل مع پابلو نيرودا؟
عبد الكريم سمعون :
ومن قال : أنني مازلت طفلا ...؟؟؟؟؟؟؟؟؟؟؟؟؟؟
سيغموند فرويد يقول : إنّ الطفل حين يكون جنينا يكون في فردوسه ..
وأقول : عفوك سيدي ..
إن هذا الفردوس لا يحمي الجنين من الإجهاض المحتمل
فلا مطلق هنا ..
ولكنني أعتبر أن حضانة الأم لوليدها وإرضاعه نسغ البقاء
من ثديها هو الفردوس الغير قابل لإحتمال الإجهاض ..
ولهذا فإنني مازلت أبحث عن الحضانة تلك ولمسة يدها وأنا طفل ..
سأتهم هنا بالعوز العاطفي ، نعم أنا أعترف به وأقرّ بعوزي العاطفي الذي ستشير له كل السبابات التي ستقرأ حوارنا هذا يا صديقتي ..
وأعترف أنه من يبتسم لي أو يمسح شعري يكسب قلبي كاملا ..
كنت في الرابعة حين بدأ إدراكي يعي أنها ( رحمها الله )
أحيانا تناديني خطأً باسم أحد أخوتي ..
وكانت الصدمة تقتلني كلما فعلتْ.. فالطفل أوّل ما يميزه عن باقي الموجودات والأشياء والكائنات هو اسمه ويعتبره أولى خصوصياته .
ويبدأ بحبّ من هم على اسمه من العائلة ويتأثر بهم وبطباعهم ومواصفاتهم ومن ثم المشاهير والعلماء ورجالات الفكر والسياسة ممن يحملون ذات اسمه ولذلك يا صديقتي يقولون لكلِّ إمرئٍ من اسمه نصيب فالطفل لا شعوريا يحاكي أولئك الذين يحملون نفس اسمه ..ولي دراسة مطوّلة بخصوص هذه المقولة .
فكنت المدلل والمظلوم بآن واحد ، مدلل لأن الجميع يحبني ولم ينظر لي شخص إلا وابتسم لي وأحبني ..
ولكنني بذات الوقت كنت أشعر بالظلم لشعوري أنني أريد أمّاً لي وحدي وقد يكون هذا شعور ظلم وتظلّم بآن واحد أيّ أنني ظالم ومظلوم .
أكبر أخوتي هاجر وأنا بعمر الثالثة ..
وكان دوما يبدأ رسائله لي بكلمة ..شاعرنا الحبيب ..
أخي الثاني بالترتيب العائلي .. كان دوما يقول لي: لا يمنع أن تكون طبيبا وشاعر .. ولكن يجب أن تدرس الطب وبعدها اختر الهواية التي تريد ..
كنتُ جريئا جدا في المطالبة لأيّ أحد بما يريد أو بحقوقه فمن كان يريد من أخوتي شيئا من أبويّ كان يقوله لي وأنا أطلبه أو من زملاء في المدرسة يقولون لي طلباتهم وأنا أطلبها من المعلمين ..
وبذات الوقت كنت الخجول الصامت فيما أريده لنفسي أو بالأحرى أكره الطلب كثيرا جدا وأعتبر أن الآخر يجب أن يعرف ما أريد ويلبي ذلك تلقائيا وبهذه الحالة كنت أظلم الكثير ممن حولي وخاصة أسرتي وأهلي وغالبا لم أكن أريد شيئا فأنا لا أذكر شيئا استهواني لدرجة الطلب ..
ونعود للشعر في عام 1981وبالتحديد يوم 1\1 أي رأس السنة
كنت حينها في التاسعة من العمر .
كان أعظم حدث أراه في حياتي إذ رأيت الثلج لأول مرة في قريتنا وأنا دائما كنت أحلم أن ننتقل للعيش في مكان مثلج ..
كان لذاك الصباح أثرا كبيرا كل شيء أبيض من حولي ..
وكتبت قصيدة عمودية عن هذا الحدث بالتأكيد هي مضحكة الآن لما تحويه من أخطاء وقلة صور ولكنها كانت تعبّر عن مشاعر طفل ..وبعدها كتبت ولكن بفترات متباعدة طبعا في المرحلة الثانوية كان لي صديق اسمه ( عبد الهادي شحاده ) هو دكتور في اللغة العربية وشاعر ولأسباب ما في بلدنا بدلا أن يدرس في الجامعة تم تعينه في مدرسة ثانوية .كنت وهو صديقين حميمين رغم فارق العمر الكبير وتعلمّت منه الكثير كان يكتب رواية حينها وكنت أنا بطل روايته تلك ..
ولم أره بعدها مطلقا ..
لا زلت أذكر ذلك الطفل الشاعر والشاعر الطفل الذي يبحث عن فردوسه الضائع ولذلك أنا أريد وأنا أرغب أن أبقى طفلا وسأبقى...
[/align][/cell][/table1][/align]