[ALIGN=CENTER][TABLE1="width:95%;background-image:url('http://images2.layoutsparks.com/1/109750/purple-lady-request-misty.jpg');border:4px inset orange;"][CELL="filter:;"]
[ALIGN=center]
توقفني، تجعلني أعــود خطــوة للوراء.
يبدو أنني سأسير باتجاه الألف لا باتجاه الياء هذه المرة.
الريح و الصرخة، البحر بحيتانه ومرجانه وأسراره، أبواب الكون ونوافذ الروح ورقصات الزنابق وانتعاش بتلات الورد بالندى..أكُلُّ هذا يلفه الشاعر الإنسان في كيانه ويخطط الشعر مواعيدا معه؟
هل يحدث معك ياأستاذ عبد الكريم أن تنفصل عن الشعر وتعود إليه؟ أو لأقل من يعود للآخر؟ وهل حدث أن أسقط عناق الكلمات دموعا أو ملأ الفضاء بفراشات الضحكات؟
عبد الكريم سمعون
أستاذتي الكريمة وصديقتي المحاورة التي تسبر مجاهل وأغوار النفس ببراعة وإتقان ..نصيرة
للشعراء كما للفنانين التشكيليين والموسيقيين وكافة المبدعين ..عوالم خاصة .وجميع ما ذكرته يملأ هذه العوالم ولكن برؤية مختلفة عن رؤية باقي الكائنات ..
مثال الرسام يرسم شجرة مثلا .. فلو كانت شجرة مثل تلك التي نراها في الطبيعة لماذا يكلف نفسه ويرسمه كان الأفضل أن يصورها
فالمقومات الأساسية للوحة هي أربعة:
1- العجينة اللونية 2- التكوين 3- الفكرة 4- التأليف .
والأهم من كل هذا هو غنى الفنان من حيث عمق وصدق واتساع تجربته الإنسانية وكلما كانت هذه التجربة الذاتية أكثر نضوجا كانت اللوحة أقرب للكمال .
وهذا الكلام ينطبق على كل المنتجات الإبداعية وخاصة القصيدة .
للمبدع عالمه وهذا العالم هو (البعد الرابع )
فهو يعيش مع ذاته بهذا العالم بطمأنينة وقلق في آن واحد لا أحد يعيش معه في هذا العالم ولكن ثمّة من يقتربون منه كثيرا .. والفاجعة هنا مابين هذا العمق أو البعد أو العالم والعالم الآخر متمثلا بالمجتمع كمؤسسة ونواظم وشرائع وغيرها ..
ومن هنا أتت فكرة جنون الشعراء ..فالشاعر برأيي هو مجنون برأي العامة .. وهذه الكلمة تريح الشعراء من فكرة الشرح والتفسير والاعتذارات الدائمة أو بالأصح الجنون هي حالة إنعتاق للشاعر من تلك النواظم والشرائع ..
أنا لم أكتب يوما قصيدة واحدة متعمدا لمناسبة أو سبب أيا كان ..
ولم أكتب قصيدة عامدا أن أكتبها على الاطلاق ...
نعم أحيانا أغادر الشعر كحالة كتابة ولكن لا أغادره كحالة سلوك .
فأنا متطابق ومتلاصق مع أناي بشكل مطلق ..
ولو ترين إمضائي الدائم هو : أنا شاعر أمارس الشعر سلوكا وما أعجز أترجمه أحرفا وكلمات .
ودائما ما كانت تعود الكتابة وحدها وأكثر ما أكرهه بالشعر هي الكتابة أعتبرها تحجيم وتقليل وإحاطة لشعري ..
ومهما كان التمكّن من الأدوات الشعرية
بالأحرى لنتفق على تسمية الكتابة هى (بغيضة لا بدّ منها في الشعر ).
دائما دموعي ترافق عناق الكلمات والفراشات تملأ الكون حين تعانق كلماتي الآخر أشعر أن حقي وصلني وأن ثأري الشعري قد تحقق حين يقرأ كلماتي الآخر ..

[/ALIGN][/CELL][/TABLE1][/ALIGN]