رد: من الأَلِــف إلـى حيــث لاندري مع الشاعر عبد الكريم سمعـون
[ALIGN=CENTER][TABLE1="width:95%;background-image:url('http://images2.layoutsparks.com/1/109750/purple-lady-request-misty.jpg');border:4px ridge white;"][CELL="filter:;"][ALIGN=center]
أخذتنا للفنانين التشكيليين و الخطاطين و دروب المبدعين وأختار أن أضع على مائدة حوارك سؤال ''كيتش --Kitsch''.
*كخبير ديكور تعلم أن المنتوجات 'الكيتش' منتوجات زاخرة بتفاصيل قد تكون غير متناسقة، مثيرة للنظر و يعتبرها البعض لاتنم عن ذوق.
في قصيدة النثر و مع الإلحاح على عنصري التكثيف و الدهشة ومع غنى قاموسك اللغوي ألا يحدث أن تخشى من قصيدة متفجرة وثرية بألوانها لكن غير متناسقة في النهاية وقد ينفر منها الذوق العام؟ وهل توجد قصائد 'كيتش' بنظرك؟
عبد الكريم سمعــون
القاهرة وبيروت تعتبران المستورد الأول للكثير من الثقافات والأكثر تمازجا مع الغرب وخاصة مابين عشرينيات القرن المنصرم وتسعينياته ..
وفي القاهرة انتشرت ظاهرة الكيتش (Kitsch)
وأسمحي لي أن أنقل هذه الكلمة من حيّز المصطلح إلى حيّز الظاهرة ..مشيرا لترجمة الكلمة من الألمانية للعربية وتعني (الفن الهابط ) وهنا قلت ظاهرة لأنها لم تطل جنس أدبي أو فن أو سلع أوشيء محدد بل هي كانت عمومية مابين الأغنية والملبس والسلع والفن .. وبعض رواد هذه الظاهرة شطحوا كثيرا وكأنهم يهزؤون بالأصالة والعراقة والقيم والموروث الثقافي نشأ شيء بسيط جدا من الأدب يشبه الكيتش من تعاطي منشورات وملصقات وهو ما نرى بعضه الآن في الفيس بوك مثلا ..
ولكن أبدا هذا لن يسمى أدبا ولا قصيدة ولا فنا ..
أنا أؤمن وأعتقد أن المنتج الإبداعي لا ينتج إلا من تخمر ثقافي وعقل متشكل من معرفة سليمة وصحيحة وبالتالي وعي
ووعي الذات لموضوعاتها هو مصدر المنتج الإبداعي ..
بعض الأخوة الشعراء وخاصة من درسوا بالغرب أو تأثروا كثيرا بثقافات غربية ..
أصبحوا يكتبون اللغة المجانية ذات اللا محتوى ..أخذو من الغرب بساطة الكلمة وإنعدام البلاغة وكتبوا ولكن هذا قد ينفع أو يؤثر بالغرب لأن تربيتهم وأمزجتهم وذائقتهم اعتادت على هذا .. ولكن كلماتهم البسيطة ليست جوفاء على العكس مليئة بالإحساس والعمق أما من يقلدّهم من غير وعي قد يلفت النظر للحظة ولكن سرعان ما يُنسى ولن يدوم تأثيره طويلا ..
لأنه أصلا هو لا يرضي حتى نفسه .
ثمّة من يقول الآن ما هذا الذي تدعونه بلاغة ...؟؟
أنا لست متطرفا ولست شيخ كار ولستُ مشرعا ولا منظرا ..ولكنني أحب كرامة الكلمة وأعشق كبرياء الحرف ولا أحب من يقترب أو يمس كبرياء كلمات لغتي ولا كرامة أحرف لغتي ..وأيضا أحاربه بكل قوة
أنا مع توليد اللغة ومع إدخال مصطلحات جديدة للغة ولكنني أبدا لست مع الاستخفاف بكلمات لغتي الأم
أنا حين أكتب نصا عموديا أكتبه بلغته التي تناسبه ..
وأقول : [mark=#666633]''إن أكثر من أساء لقصيدة النثر هم كتابها .. لأنهم لم يعرفوا عنها سوى أنها بلا وزن وقافية ..''
[/mark] وبذات الوقت أقول لك أن تشبيهك قصيدة النثر بالكيتش فيه الكثير من الصح ولكن أي قصيدة نثر قد تكون هذه المنتشرة والتي يصح فيها قولك قصيدة الكيتش ..
إذ يعتمدون على عدة فلاشات وقد تبهر وتؤدي دهشة ما ولكنها بذات الوقت يجب أن لا تخرج عن وحدة الحالة أو ماكان يطلق عليه وحدة الموضوع بغير جنس أدبي ..
قصيدة النثر يجب أن تحقق الدهشة ولكن هذا لا يعني أن تنسف الذائقة والمزاج وتشتت الذهن لتتبع تلك الفلاشات اللا مترابطة واللا متناسقة ..
وهنا أعود لمدخل كلامك أنا أحب العبثية في الديكور وأعشق الغابة أكثر من الحديقة والشجرة ذات الشكل العشوائي أكثر من تلك المهذبة ..
ولكن على ألّا يتجاوز الأمر النمط الواحد .. أو وحدة النمط ووحدة الزمان ..
بعض القصائد من تلك التي ليست قصائد تسبب لي رضّ نفسي تماما كمن يسيء مفهوم العبثية مع الديكور ..
وكمن يدعون رسم اللوحة التجريدية ولا يعرفون شيئا عن اللون وأعماق الألوان وتناسب الألوان من حيث التوافق والحجم .
فيسيؤون للوحة واللون والذائقة المتلقية ..
يشوهون كما شوه الكيتش عراقة المفاهيم .
التطور هو الانتقال من طور إلى طور أرقى ولكن لذات الكائن نحن لا نسطيع أن نأتي بفراشة بدلا من شرنقة ونقول طورناها
المفروض أن تتطور الشرنقة ذاتها لطور الفراشة ..
والعبثية يا صديقتي كما أراها هي الفطرية والعفوية والطبيعية أبدا ليست ما يؤذي النظر ..والذائقة
وأنا لا أؤمن بشاعر يكتب قصيدة النثر ولا يجيد كتابة العمودي والتفعيلة ..
وبذات الوقت أقول لك أنا أؤمن بشعرية الكلمة وشاعرية الكلمات وما هو شعر فهو شعر وما هو صناعة وتركيب فهو صناعة وتركيب .
الفنان الأصيل الذي خبر اللون وعجينة اللون ورسم الواقعي والبورتريه لو أراد رسم لوحة تجريدية ستكون رائعة ولن يكون فيها شيء مشوه ..
والشاعر الذي يكتب العمودي والتفعليلة والنثر بإحساس وإتقان بالتأكيد لا يخشى من قصيدة متفجرة لا تناسب فيها, تشتت ذهن القارئ .. لأنه مهما كتب سيبقى مريحا للمتلقي وتفجير اللغة كما يقول البعض لا يعني أن أقدم للمتلقي نصا لا مفهوم.
أنا مجنون ولكن جنوني مدروس وعاقل وواعي ..
وأنا أحترم المتلقي وأقدر ذائقته وأشكر وقته الذي منحه لقراءة نصي ..
****************
* قصيدتك 'لأنك ...فأنني' مدهشة بغنى كلماتها وانتقالك بين عوالم أبياتها وبهالة السحر التي تطوق قاموسها و قد منحت اسمها لديوانك فهل يمكن أن نسميها سيدة القصائد فيه ؟ وهل بين قصائدك تدرج أو تعتبرهن جميعا سيدات أُوَّل؟
[ALIGN=CENTER][TABLE1="width:95%;"][CELL="filter:;"][ALIGN=center]عبد الكريم سمعون
[/ALIGN][/CELL][/TABLE1][/ALIGN]
نزار قباني سيد الغزل في العهد القرن المنصرم وحتى الساعة هو سيد الغزل هكذا أعتبره قولا واحدا ..
وأنا لستُ أخرقا علما أنني لا أخلو من بعض الجنون وهواجسي تلهو بي أحيانا ..ولكنني مهما بلغت لن أتغلب عليه بذات أسلوبه ..
أما غزلي أنا ياصديقتي وأستاذتي الكريمة نصيرة ..
فهو يتراوح بين الفكري والإنساني والفلسفي والصوفي والإجتماعي والغزلي بآن واحد ..
أحب أن أعالج قضية ما في قصيدتي ..ويكون لي لوني الغزلي الخاص المنفرد والمتفرّد بي أنا .. والحمد لله استطعت رغم حداثة سني تقريبا ..
تكوين هذا النهج لأنني ببساطة أحب أن أضيف شيئا لا أمجّ ولا أكرر تجارب الآخرين ..ولا حتى أمجّ ذاتي وأكررها ..
إنما أتفرّد بأسلوبي الخاص أشبهني لا أكررني ..
وقصيدة لأنّك فإنني كغيرها من قصائدي لا ميزة لها فقصائدي كل واحدة الأولى حقا ولكن تبعا للحالة التي أكون بها ..
ويحدث هذا حين نكون بجلسات أدبية أو أمسيات حينها يدفعني لقراءة قصيدة محددة البيئة المحيطة أو الأشخاص والحديث الجاري بيننا ..
منذ يومين تماما كنت عند الصديق المفكر الكبير الأديب [mark=#33CCFF]سعيد البرغوثي [/mark]
بمزله بدمشق بحضور كوكبة من الفنانين والأدباء .. ولا شعوريا أعطيته قصيدة لأنّك فإنني ليقرأها بصوته وقرأها بمتعة كبيرة وكأنه كاتبها ..
كان يكرر مقاطع ويعيد قراءة بعض الكلمات وأبدى اعجابا كبيرا بها كما باقي الحضور .. وأنا كنت أبكي حقا ولكن من دون دموع كنت أبكي متعة وفرحا لصوته الرخيم وكلماتي وعيون الحضور ..
[/ALIGN][/CELL][/TABLE1][/ALIGN]
|