[علاء زايد فارس]

بــعـــيداً هنــــــاك!
بقلم علاء زايد فارس






بعيداً هناكَ برِفقةِ ذاتي أحب الجلوسْ
أجَنِّبُ نفسي فضول البشرْ
ويسعدني لو أطلَّ المطرْ
يشاركني صنعَ هذي الطقوسْ!

أطيل التأمل أمنحه كل شيءٍ لديَّ...
عيوني وقلبي وروحي / شعوري!
أقبِّلهُ كي نذوب سويَّا
ليهطل غيث المشاعرْ
فيحيا بهِ نبعُ قلبي اليبوسْ

تدبُّ الحماسة فيَّ
فأشحذُ روحي لهيباً وناراً
وأشعلُ وهجاً وحرباً ضروسْ!
أقاتل وحشاً يريد ابتلاعي بهمِّ الحياة
يريد اقتلاع ابتسامات عمري
فيأتي إلىَّ ليسند قلبي
ويرفعُ عنِّي لهيب العبوس!

سأمضي بعيداً إلى حيث يمضي
سأبحث عن ذاتِ ذاتي هناكْ
وأترك خلفي فضول البشرْ
برفقةِ عشبٍ صغيرٍ أغني انتصار الضعيفْ
نما من شقوق المحال فأدمى فؤاد الحجرْ!

سأبحث عن ذات ذاتي
وإن لم أجدها هنا، سأمضي هناك!
لأتقن فنَّ التماهي بعيدا
أغير ألوان روحي لكي لا أصادْ
أسيج حولي جداراً كثيفاً وألبسُ بالعشقِ ثوبَ الشجرْ!

سأمضي بعيداً لأبحث عن ذكرياتٍ قضت في أتون الحياةْ
ألاقي الندى
وأسألهُ عن حبيبٍ مضى
يداعب لطف الورود أمامي
تراب الزمان ينادي عليهِ ويغريه مبتسماً بلئامةْ!
يسلم رحلتهُ لانحدار المدى
ويقفزُ منتحراً كي يلبي نداء الصدى
فأبكي عليهِ كثيراً وأمضي تجاه المتاهةْ!

أطاردُ روحي/ يطاردني باللهيب انتظاري
فضعتُ كما ضاع أصل المطرْ!
يسير بلا وجهةٍ دائمة
ويرحل دوماً أسير الرياحْ
يرافقهُ قدر اللا وطنْ!
ورغم الأسى، رغمَ كل الجراحْ
سأمضي بعيداً وأترك خلفي فضول البشرْ
وأترك عمراً حزيناً ورائي سباهُ الهدرْ
وأبحثُ في ظلمة الجبِّ عني
لعلي ألاقي بصيصاً صغيراً
ليرشدني نحو فجر القدرْ!


علاء زايد فارس
4/5/2012م