الإهداء : إلى صنوي القطبي الحبيب الشاعر إبراهيم بشوات في ذكرى ميلاه .
عِيدُكَ الْآن
كُلُّ حُبٍّ يَزُفُّ يَاقُطْبُ رُوحِي
يَعْرُجُ الشِّعْرُ سَابِحًا حِينَ تَرْقَى
عِيدُكَ الْآنَ .. فَرْحَةٌ قَابَ حُزْنِي
أَوْمَضَ الشِّعْرُ مِنْ ثَنَايَاكَ بَرْقَا
أَرْعَدَتْ غَيْمَتِي وَسَالَتْ حُرُوفِي
أَيْنَمَا السِّرُّ مِنْ غَمَامِكَ أَلْقَى
أَنْتَ يَا قُطْبُ جِذْوَةٌ أَصْطَلِيهَا
مِنْ طُوَى الرُّوحِ حِينَ آنَسْتُ صِدْقَا
لَمْ تَزَلْ تَحْمِلُ النَّجَاةَ وَعَيْنِي
تَذْرِفُ الْأُفْقَ وَالْمَدَائِنُ غَرْقَى
وَاسْتَوَيْنَا عَلَى هُدًى مِنْ جِبَالٍ
وَصَرَخْنَا وَلَمْ نَزَلْ بَعْدُ رَتْقَا
لَمْ تَحُلْ بَيْنَنَا غَيَابَاتُ مَوْجٍ
وَسَكَبْنَا طَهَارَةَ الصَّمْتِ نُطْقَا
بَزَغَ الشِّعْرُ مِنْ ثَنَايَاكَ وَحْيًا
نَشَرَ الْغَيْبُ مِنْ مَدَى الْحَرْفِ رَقَّا
وَأَضَاءَتْ عَلَى مُحَيَّاكَ شَمْسٌ
سَكَبَتْ لَوْنَهَا الْخَجُولَ الْأَرَقَّا
وَاسْتَوَى رَاهِبُ الْجِبَالِ سَعِيدًا
فَتَحَ الدِّيرَ حِينَ طَيْفُكَ دَقَّا
فَتَدَلَّتْ أَجْرَاسُهُ قَابَ صَمْتٍ
أَيْقَظَتْهَا قِدِّيسَةُ الْحُبِّ رِفْقَا
سَحَبَتْ هُدْبَهَا الْكَسُولَ وَسَالَتْ
شُقْرَةُ الثَّلْجِ تَحْرِقُ الرُّوحَ حَرْقَا
يَا لَهُدْبٍ يَذُوبُ مِلْءَ دَلَالٍ
فَاتِرِ الْبَثِّ يَا لَهُدْبِكِ أَلْقَى
كِسَفًا تَحْجُبُ الزُّمُرُّدَ عَنِّي
يَخْرُجُ الْحُبُّ مِنْ خِلَالِكَ وَدْقَا
لِضِفَافٍ عَلَى مَشَارِفِ حُزْنِي
تُطْعِمُ الْمَوْجَ مِنْ مَعَانِيكَ دَفْقَا
كَفَرَ الْمَوْجُ أَيُّهَا الْقُطْبُ بَوْحِي
آنَسَ الْقَلْبُ فِي السَّفِينَةِ خَرْقَا
* * *
عَادِل سُلْطَانِي ، 19/2/2012