رد: اليهودية الصهيونية و المسيحية الصهيونية
الأستاذة هدى:
[align=justify]
العامل الديني موجود في كل العمليات و الفعاليات الإنسانية الثقيلة. هتلر و ستالين والشهيد صدام حسين و جورج بوش و العديد من الدكتاتوريين و الامبرياليين كانوا يربطون أفعالهم بالتوجيه الإلهي. أتذكر أن الشهيد صدام حسين قال للعالم إن دخوله الى الكويت وحي الهي. لا أضع هؤلاء الزعماء في نفس التصنيف، لكن الله في اعتباراتهم الشخصية الفردانية يكتسي أهمية بالغة. لقد أوردت في تعليقي على مقال:"الإختلاف" للسيدة نصيرة أن الله الذي يطلب منه جورج بوش أن يسانده من أجل تحقيق مصالحه الحيوية هو نفس الله الذي نستدر مساعدته نحن المسلمون، الفرق الوحيد أن جورج بوش يتحرك و يعمل، بينما نحن نقتصر على الدعاء حسب صيغته النظرية.
تفاديا للاسهاب في مناقشة و توسيع الهوة التأويلية الدينية، فإن الأسلوب الناجع لتشخيص المصاب العربي الجسيم ينطلق من سياسات النظام الرسمي العربي، و مثلما لا أدفع نفسي الى الجزم في مسألة استيعاب المواطن العربي للتوجهات الخاطئة لقادته، فإنني لا أريد أن أقول بكل الوضوح و الاختصار الممكنين أن الإنسان العربي يفتقر الى الفعالية التقدمية التي حاولت التربة القومية أن تزرعها في عقله. القائد التقدمي الأوحد الذي ابتكره المخيال القومي استبدل بقائد صنم تحوم حوله المباركة الدينية المزيفة التي تغري المواطن و تفرض عليه الطاعة العمياء. دكتاتور أبوي أفضل من دكتاتور أكليروسي.
إن الاغتيال التطبيقي المتواصل للترديد النظري لمفاهيم التسامح و التعايش في مستويات السلطة بالعالم الغربي يكشف عن مشروع استنزاف اقتصادي يتذرع بمعطيات دينية. نفس السياسة الدينية تمثل مرتكزا للديمقراطية الأمريكية و الأوروبية، الاختلاف العميق يتراءى في أساليب استخدام تأييد المواطن: العرب يستعملون التجهيل فظهرت الحركات المهدوية و مواسم التوسل بالأضرحة...الخ، و الغربيون يحذرون من ضياع التفوق في حالة نشر الديمقراطية وفق رؤية كونية، فظهر شعار الجنس الآري و أوروبا العظيمة و فرسان مالطة و مقاتلو الفايكينغ...الخ.
[/align]
مع كل الحب و التقدير.
|