بما أنّ الحوار حاد عن طريق الحوار العادي .. الّذي يكتسي عادة صورة السؤال و الجواب الكلاسيكي الخالي من كلّ تحليق شاعري ..
حيث وجدت هنا فلسفة عميقة و تفتّح على الذات الشّاعرة و تطويق شامل لجوانب الإنسانية و غوص مشرق في جوانب الرّوح و المشاعر النبيلة .. أعجبتني جدا طريقة الحوار هذه المتحضّرة جدا .. لذلك قرّرت ان ادخل بنفس الطريقة و أسرح في عوالم الجمال و السّحر و الخيال حتّى لا أفقد الصفحات سحرها الّذي زرعته فيّ منذ بداية ولوجي مدينة الاحلام هذه ..
سيدتي الفاضلة نصيرة .. تفاجأت جدا بالمستوى العالي جدا الذي أظهره شخصك المحاور هنا .. و بطريقة الحوار المميّزة جدا .. و بالنفس الإبداعي الخاص و بالبصمة الشّاعرة هنا .. لذلك ولد هذا الحوار ناجحا .. و أنا جدا سعيدة لأني انتميت لهكذا صرح ..
***
صديقي و أخي الكريم .. كريم ..
عرفتك قبل الآن حالما بل و محلقا بحيث لا يمكن للواقع مجاراتك أو محاولة التحرّش بك .. تبتعد متّى تشاء و تنثر عطرك و ورودك متّى تشاء أيضا .. و بين الحالتين تُبقي الأماكن شاغرة إلّا منك ..
كريم .. عرفتك حزينا و لا زلت حزينا بلغة العيون و الرّسم المنافي لواقعك ..
أريدك أن تحدثني عن حزنك .. ( كخروج عن العادي في الحوار ) .. أن تشرح شيئا من نفسك لا كحالة حزن اعتيادية بسبب أو لأخر لكن كحالة ملازمة لكريم الشاعر .. المرهف .. الحساس ..
و ما هي الأشياء الأكثر إيلاما بالنسبة لك .. ؟
هل تحاول في كلّ مرّة خلق حالة شجن لتعيشها بتفاصيلها .. و حتّى تسترجع " كريم " المألوف بالنسبة لك .. و هل للجو المحيط ببيتك دور في استقرار حالاتك النّفسية .. طبعا المنهكة .. و ما مصير السّعادة من نفسك .. ؟ إن كنت تعترف بها كحالة نفسية ..
من خلال قراءتي لجوابك على سؤال طرحته الصديقة فاطمة شرف الدين .. قلت أنّ الحبيبة هي التي تدفعك للكتابة بقوة ..
هل يعني هذا أن الحبيبة " عند الشّاعر كريم كما عند كلّ شاعر " مجرّد ملهمة تشبع رغبتك الشّعرية ثم قد تنصرف فيما بعد .. رغم أنّي قد أكون هنا قاسية في الحكم على الشّعراء من هذه الزاوية ..
ذلك أنّ الشّاعر دائما يبحث عن أنثى تحرّك فيه شيئا تمليه عليه رغبة الكتابة .. ثم و في لحظة تيتّم لقلمه و تشبّع .. تخفت فيبحث عن وجه آخر و جسد آخر يصلح لأن يبثّ فيه روح الكتابة ..
أي أن الشاعر يحب لزمن القصائد ..
كريم " الرجل " .. كيف يقيّم طفولته اليوم .. بعد أن أدرك معاني الطفولة، بعدما اكتملت الصورة بين عينيه بغلافها الّشفاف ..
كريم الّذي لا يزال محتفظا بشيء من الطفولة .. كيف يقيّم حاله كرجل اليوم بين تناقضات الحياة .. هل استطاع الوصول إلى حيث أراد .. و كيفما أراد .. ببساطة شيئا من أحلام أو هواجس الطفولة .. و الحاضر .. ؟
كيف يرى الطفولة .. كيف يعرّفها .. ؟
لو أعطي لك الخيار .. لتختار حياتك الخاصة .. فكيف ستختارها .. و أين .. و مع من .. ؟
أضيف على كلمات نصيرة .. بعض العبارات لتشرحها لنا من وجهة نظرك الخاصة .. ( و لك أن تفنّد وجودها من قاموسك الشخصي أو لا تعترف بها أصلا .. كرمزية و كخيال فقط ) :
الفوضى الحسّية ..
المشاريع المهملة ..
الحب المستحيل ..
الخيال المُربِك ..
التلقائية المحرِجة ..
الأبعاد الحسّية .. أو حدود الأحاسيس ..
الدخان الّذي يغشى الأرواح ..
الفَقْد المعنوي ..
الصراحة المغطاة بأهداف نفسية ..
الكذب الإنساني ..
الرّمزية البائسة ..
القوانين التي تحكم الحب .. أو ما يتعلق بتقاليد المجتمع الشّرقي ..
ما مفهومك للإنسانية ( تجاوزا لكلّ المفاهيم السّطحية ) ..
القصائد الجريئة .. و ما مدى صدقها في وصف المشاعر النّقية .. أم هي مجرّد وسيلة مادية لا تمتّ للحس الجميل بصلة ..
كيف يصف كريم جرأته في المواجهة .. ؟
***
قد أعود ...
تحياتي الخالصة لأميرة الصفحة أستاذة نصيرة .. و إلى اللّاجئ " سيد الدفء الحرفي" كريم سمعون ..