رد: كانت أربعة
حبيبي وصديقي وأخي سعيد:
لطالما أعجبتُ بنور دفين متألّق في أعماقك طال زمن كنتَ قد تجاهلتَه وأغفلْتَه بل ضننْتَ بمشاركته مع أحد ، ومهما كنتُ أُقسمُ لك إنه ههناك يتحيّن تقديرك له، كنتَ تتجاهلُ كلماتي ، بل لعلك كنت تستهزئ في أعماقك قائلاً :" ماذا تقول رهف؟ الغزال في عين أخته غزال!!" .
أرجو أن تكون شهادات الإبداع التي تشهدها من أفراد عائلة نور الأدب جديرة بإيقاظ العملاق في داخلك أيها الأخ المبدع الحبيب، وإنني أتوجه إلى كل من يقرأ لك أو يستمع ألا يتوانى في إعانتك على إيقاظ عملاقك الكامن، ثم دفعه نحو مساحات لا نهائية من الإبداع و القمم التي تستحقّ أن تكون أنت واحداً من روّادها، بل وإنك لتنتمي إليها في حقيقة جوهرك فعلاً أيها الشاب الأصيل.
فلْتعلم أنني فخورة ومعجبة بكل ما تحملّه طيّات نفسك وقلبك وعقلك، وإنّني قد وجدْتُ كلّ من تعرّف إليك عن كثب يشاركني رأيي هذا أو منه يقترب ، فكيف بمن عاش معك دهراً وعمراً؟
اسمح للمرايا أن تريك حقيقتك، ثم أطلق العنان لجناحيك أيها الطائر المبدع في دنيا المبدعين ، فلعلها أن تكون فرصة كي تعاين عالَم الإبداع أرضاً وسماء مع نخبة من الروّاد الأخَر.
أما بالنسبة لما كتبته عن الفصول، فإنني أشكر لفتتك المبدعة وتألقك في الفكرة و الطرح و الأسلوب.. فكم هو جميل و ذكيّ بل و شاقٌّ أيضاً أن تنوقّف لبرْهة ونخدع زمناً لن يتوقّفَ أبداً، ثم نبْصرَ ما أبصرْتَ ونشعرَ بما شعرْتَ ثمّ أشعَرْت.. فلعلّها كما قلْتَ تماماً تنبيهاتٌ إلهيةٌ علّ المفسد في غمرة هذه الحياة المتسارعة المنهَكَة الغاضبة أن يرعوي .
الشكر لك حبيبي أن سمحْتَ لنا بالتوقف معك و التأمّل إلى جانبك ، فالحكماء وحدهم هم من يتأمل في دقائق الأمور و أسرار الحياة.
أثلجتَ قلبي، وأزهَرْتَ إحساسي، و أثمَرْتَ أفكاري ، و أسقَطْتَ أوراق همّي ، مع الفصول الأربعة،
و بانتظار شتاءٍ كريم آخر لابدّ قادم.
مع كلّ حبي وإعجابي بتألقك.
رهف عدنان ابوشعر
|