الأخ الغالي والإعلامي المتميز الأستاذ تيسير
تحياتي وعميق تقديري..
لا شك أن أي عمل سينمائي تاريخي يحتاج أكثر من مراجعة وحين يتعلق النص بالأنبياء تصبح له ضوابط متعارف عليها.
المخرج السوري العالمي الفذ المرحوم مصطفى العقاد، هذا الإنسان العظيم الذي خسرناه، رحمه الله وأسكنه فسيح جنانه وجعل الله فيلم " الرسالة " بشكل خاص و " عمر المختار " وكل ما كان ينوي القيام به لو توفر له التمويل في ميزان حسناته يوم القيامة.
المرحوم مصطفى العقاد بعد كتابة النص لفيلم الرسالة وإجراء المراجعات التاريخية مع متخصصين عرضه على الأزهر الشريف لإبداء الرأي السني والموافقة ومن جهة أخرى على المجلس الشيعي الأعلى في لبنان وحصل على الموافقة الخطية من كل منهما ونقرأ الإشارة لهاتين الموافقتين قبل البدء.
وهو طبعاً التزم تماماً بالضوابط الشرعية فلم يحاول إظهار النبي صلى الله عليه وسلم ونوه عن هذا أيضاً لا صورة ولا صوتاً ولا ظلاً، واتبع هذا حتى مع الخلفاء الأربعة رضوان الله عليهم ولهذا حاز على رضا الجميع وكان انجازاً عظيماً وسيبقى، والحقيقة إن يكن العقاد التزم بهذا المنهاج فلم يظهر حتى الخلفاء فسيدنا المسيح عليه السلام وهو رسول من أولي العزم أولى من الصحابة الكرام بعدم تجسيده بممثل وفق الضوابط الشرعية الإسلامية، وينبغي فعلاً لأي عمل جاد وفق المتبع أن يأخذ فتوى إسلامية بالموافقة وكذلك في عدم إثارة المشكلات مع اخواننا المسيحيين ينبغي من وجهة نظري أن يعرضه على مرجع مسيحي ويوضح له أنه من الوجهة الإسلامية وما ينطبق مع سيرته الشريفة في القرآن الكريم.
سهل على المخرج المتمرس التوضيح بلين إخراج صعود المسيح دون الإشارة إلى الصلب نهائياً وخصوصاً أنه يتعلق بالثلاثة أيام بالجحيم والفداء والتأليه، وهذا هو الخط الفاصل بين عقيدتنا وعقديدتهم طالما أن السيرة هنا تقدم التقديم الإسلامي.
لا أعرف معطيات هذا الفيلم والنص الخاص به ولكن لو يتخيله المخرج بأسلوب المبدع الرائع مصطفى العقاد لاستطاع إخراجه بالشكل الإسلامي ودون أن يثير حساسية وحفيظة أي مسيحي خصوصاً وأنهم يفهمون عقديدتنا في التوحيد.
شكراً جزيلاً لك على هذا العرض وتفضل بقبول فائق آيات تقديري واحترامي