الموضوع
:
من الأَلِــف إلـى حيــث لاندري مع الشاعر عبد الكريم سمعـون
عرض مشاركة واحدة
16 / 05 / 2012, 09 : 12 PM
رقم المشاركة : [
127
]
عبدالكريم سمعون
خبير ديكور وصحفي وشاعر ، يكتب قصيدة النثر والتفعيلة
بيانات موقعي
اصدار المنتدى
: سوريا
رد: من الأَلِــف إلـى حيــث لاندري مع الشاعر عبد الكريم سمعـون
اقتباس
المشاركة الأصلية كتبت بواسطة نصيرة تختوخ
[align=center][table1="width:95%;background-image:url('http://images2.layoutsparks.com/1/109750/purple-lady-request-misty.jpg');border:4px outset red;"][cell="filter:;"]
[align=center][align=center][table1="width:95%;"][cell="filter:;"]
[align=center]من رسائل الأديب طلعت سقيرق والأديبة هدى الخطيب [/align]
[/cell][/table1][/align]
الحروف تنفسـّي اليوميّ
الأديب طلعت سقيرق
:
هدى أيتها الصديقة الغالية
كنتُ أنوي في شيء من القصد الغريب أن أبتعد تماما عن عالم الحروف والكتابة بكلّ أشكالها .. لا تستغربي فأحيانا تنبت بين الأصابع تلك الرائحة الغريبة من سأم لا نعرف كيف يستوطن كلّ شيء فينا .. عندها يصير الشعر عالما بعيدا ، وتصير القصة شيئا مكررا.. ولا نجد شيئا في أي شيء .. وقد نصاب بداء الاعتقاد الشديد بأنّ الكتابة في حالتنا العربية مجرد دوران أحمق في دائرة مفرغة .. إذ نعتقد ، وهو اعتقاد يشبه اليقين ، أنّ شعبنا العربيّ شعب لا يقرأ .. هذا الشعور يا هدى يجعلنا في حالة فصام ، إذ ما معنى أن نتعب أنفسنا في الكتابة وهي أمر غير مجد أو مفيد ..
لكن لماذا تراجعت وعدتُ إلى التعامل مع الحرف بشكل قصديّ أيضا ؟؟.. سؤال جوابه في هذه الأنا التي أدمنت الحرف حتى صار جزءا من تنفسها اليومي ، جزءا من تكوينها وملامحها وامتداد أصابعها ...
الكتابة بالنسبة لنا ليست وظيفة يمكن أن نتخلى عنها في الوقت الذي نريد لنمارس وظيفة أخرى .. الكتابة قدر وانحياز مطلق للتعامل مع الكلمات والحروف بوجع قد يشتدّ حتى احتراقنا ، وبلذة قد تعلو حتى تراقصنا وتمايلنا طربا .. وفي الحالتين نحن مع الحرف وفيه ومنه وإليه .. وباعتقادي أنّ شعورنا بالسأم أحيانا إنما هو نوع من التلذذ في التعامل مع نار الحروف أو نفورها منا لتشكل سدا نظنّ معه أن الكتابة قد صارت في خبر كان .. أو أننا نشعر في حالة من حالات الانتظار الطويل لمولود جديد قد يكون قصيدة أو قصة أو سواهما ، دون أن نتلقى أو نسعد بهذا المولود ، نشعر بأن الإلهام قد نضب والإبداع قد غاب وما عاد في إمكاننا أن نكتب .. في هذه الحالة أو شبيهها ، نقرر بشيء من مزاج الكاتب المتقلب أن نغادر الكتابة ، ونفعل ، ثم نعود عن قرارنا حين تمطر سماء الإبداع من جديد فتخضر الأشجار وتزهر الأغصان ..
قد تجدين يا هدى أنني أتجاوز أهمية القارئ معلنا عن انحيازي المطلق لحاجة الكاتب للكتابة .. لا يا صديقتي فالأمر محتاج للقارئ لأنه المتلقي ، والكاتب حالة عدمية أو مغيبة أو غير موجودة بالفعل إذا لم تكن كتابته منظورة أو منقولة للآخرين .. ألست معي ؟؟... قد يكون الكاتب يا صديقتي بحاجة لأن يكتب وإن وضع كل ما يكتب في درج مكتبه أو في خزانة مغلقة ...!!.. لكن ماذا تعني هكذا كتابة ؟؟.. لا شيء صدقيني ، لأنها تلغي طرفا من أطرافها وهو المتلقي ..
قد يطول الحديث حول هذه الموضوعة تحديدا يا هدى .. لكن أتوقف هنا كي أسمع رأيك حول الموضوع ..
طلعت
دمشق 31/10/2007
***************
الأديبة هدى الخطيب
طلعت يا صديقي
السأم و الملل و الإحساس بعبثية كل شيء بما فيه إن لم يكن أوله الكتابة نتيجة طبيعية نصاب بها أحياناً مع كل الآلام و الجراح و الصدمات المتلاحقة من هذا العالم المسعور بالقسوة واعتياد الإجرام و قد سقطت في بورصته إلى الحضيض أسهم الإنسانية و احترام الحياة..
حين تصبح مشاهد دماء قومنا و بني جلدتنا مسلسل رعب يوميا يتكرر لا يلتفت إليه أحد و لا يحرك نخوة و لا ضميرا
حين نرى الناس من قومنا فوق جثث أهالينا يرقصون و يمرحون لا تحركهم أنات الجرحى و عويل الثكالى ودموع الأيتام يلسعهم البرد والجوع وقد تحولت أرضهم إلى مصيدة يحرس حدودها حكّام تجّار من بني جلدتهم كي يتمكن من صيدهم العدو
نصرخ من أعماق ذواتنا لمن نكتب و لم نكتب في عصر الإجرام و البغض و النفاق؟؟!!
ويكبر السؤال حتى يكاد يبتلعنا.. لمن نكتب و لم نكتب إن كنا نؤمن أن لا أحد يقرأ أو يريد أن يستفيق حتى يسيطر ضجيج العبثية المحمومة و يغطي سرابها الموحش على كل بقع النور و نغرق في لجّة الآلام المستعصية التي يضيع في متاهاتها الإبداع و ينبت للقلم أظافر تنهشنا كلما حاولنا احتضانه؟؟!!
علام نحرق أيامنا و ليالينا شمعة و نضحّي بأعمارنا قرباناً على مذبح الكتابة؟؟!!
و نهجر الكتابة زمناً و لكن هل نستطيع أن نطّلقها و ننطلق كغيرنا من بني البشر إلى عبثية الحياة؟؟
مهما ابتعدنا نعود يا صديقي لأننا ندمن الكتابة و لأنها رسالتنا في الحياة نؤديها..
نكتب لأننا لا نستطيع أن نصمت طويلاً عن عبثية الحياة و لأن الكتابة قدرية كالموت و الولادة و لأننا لا نستطيع أن نغيّب ضمائرنا ونصمّ آذاننا عن نداء إخوتنا المعرضين لأبشع عملية تصفية عرقية و قتل جماعي و تعرّض مليون و نصف إنسان هم أهلنا و قومنا في غزة هاشم للإبادة!!..
طلعت يا صديقي هل الكتابة عبثية أم أنها الناقوس الذي لا بدّ أن يواصل قرعه حتى تستفيق الأمة من غيبوبة هلاكها؟؟
هدى
مونتريال السبت، 03/11/07
**************************************
[mark=#ffffcc]أترك للشاعر عبد الكريم سمعون التعليق على الرسالتين الأدبيتين أعلاه الجامعتين بين عمق المضمون والانشغال الإنساني والحس الأدبي الراقي.
مع عميق التقدير للثنائي الرائع الأديبة هدى الخطيب و الأديب طلعت سقيرق اللذان قدما للرسائل الأدبية رصيدا لا يمكن تجاهله ولايمكن لنور الأدب إلا أن يفخر به.
[/mark]
[/align]
[/cell][/table1][/align]
في أوروبا وحين يصعد الناس الميترو أغلبهم إمّا يفتحوا جريدة لقراءة مافيها وكل حسب اهتمامه... وإمّا يُخرجون كتاب الجيب من جيوبهم ليتابعوا القراءة فيه ..
وفي بلداننا حين ندعوا الناس لحضور أمسية شعرية نتلقى آلاف الأسئلة والأجوبة المتهتكة والساخرة ..
بسهولة استطاعت الأنظمة العربية تحويل الإنسان العربي إلى كائن مُستَهلَك ومُستَهلِك بذات الوقت
بعضهم يسأل إن كان هناك ضيافة مثلا أو فائدة ما دية ما .. وعضهم لا يُجيب وبعضهم يقول : لدي عمل أولادي أولى من هذه الأمسية و و و و و
وأنا أرى أنّ المهمّة الأولى على عاتق الأدب الآن هي جذب وشدّ المتلقي للحفاظ على نفسه كأدب والمهمة الثانية للأدب هو أن يكون ..
لا أعرف تماما ماهي القضايا الإجتماعية والفكرية والسياسية التي عالجها المتنبي في شعره أو عنترة في وصف حبيبته أو إمرئ القيس في غزله ..
الأدب هو مادة إنسانية تخاطب النفس الإنسانية وتريح الذائقة وتجنح بها في خيالات وفضاءات شاسعة واسعة ..
فعلينا أن نرحم الشعر والأدب مما خلا الشعر والأدب ..
المحتوى الفكري الذي يرهق المتلقي أكثر من واقعه المرهق بطبيعة الحال .. وأن نرحمه من التاريخ لأمجاد فلان وفلان ..
يجب أن تسيطر اللغة الأنثى على الأدب في الشرق عموما .. لتعيد جذب المتلقي للأدب والشعر
هذا المتلقي المسكين الذا ما عاد قادر على الحكم والتمييز وما عاد قادر إلا أن يُصفق وراء نهايات المقاطع التي يذكر فيها اسم أو جملة فيها مديح حتى وإن كان للوطن ..
في سوريا مثلا اقتصر الأدب على لون واحد طيلة عقود خلت لا لون آخر فلو أردت أن تنشر أو تطبع كتابا أو تنتمي لإتحاد الكتاب يجب أن تقدم أدبا محتواه وشكله ولونه 1 2 3 .. فلو كان أربعة مثلا عليك بطباعته خارج البلاد وهكذا في كل البلدان العربية .. شيوخ كار سيطروا بكل سلطوية على الأدب .. وهذا ما جعل الناس تنفر من الأدب لمجرد حالة الموت وعدم الحراك فيه ..
وأستاذنا الكبير الحبيب طلعت أشار لهذا الأمر برسالته وهذا الإستياء الموجود من الواقع عند طلعت هو موجود عند أغلب الأدباء .. كما نراه بوضوح تام في رسالة الأديبة هدى نور الدين الخطيب ..
نعود للنصين .. المحتوى الفكري والوطني والحس الإنتمائي عالى جدا ومحتوى هذين النصين من المقدسات حقا ، والقضية التي طُرحت في النصين أهم القضايا قولا واحدا ..
ولكن أنا كمتلقي هل هذا ما أريد وهل تخلو المقالات الفكرية والدراسات التحليلية للواقع السياسي مما جاء في محتوى الرسالتين ..
تحية كبيرة لأستاذتنا الراقية هدى ولأستاذنا العظيم الرائع طلعت لقد كان هاجس الوطن هو الأول وهو الأهم وهو الذي احتلّ المساحة الكبرى وهو أيضا قضية إنسانية عامة ولا تقتصر فقط على وطننا السليب فلسطين بل هي قضية عالمية وأممية وإنسانية ..
ولكن ما أردت قوله .. أن اللغة كانت تقريرية جافة وقد تؤدي لنفور القارئ العادي وأرجو المعذرة من صراحتي ولكن هذا راي وهوقابل للرفض والقبول
لغة الرسالة يجب أن يسترخي لها القارئ ويسترسل بعذوبة ومن خلالها يمكن تضمين محتوى فكري بشكل هادئ لا خطوط واضحة له بل يضفي على ساحة شعور المتلقي التفكير بقضية الوطن أو القضايا الفكرية ..
أنا لا ألزم المتلقي ولا أعطيه الأوامر ..
بهذه الحالة وحين ينجذب المتلقي للرسالة أو القصيدة يتبناها ويعطيها لغيره ولأولاده وزوجته وتعود الذائقة للإنجذاب للأدب والشعر والإهتمام بالإنشطة الثقافية وماشابه ذلك ..
أرى أن الأدب ليس مسؤلا عن حدود الوطن ولا إسقاط نظام ولا التأريخ لمجازر ولا الدعوة لدين أو عقيدة .. فهناك الجيش والثوّار والمؤرخون ورجال الدين ..
والأدب عليه الحفاظ على كيانه وعلى وجوده على الأقل حاليا ليتسنى له معالجة قضايا أخرى بعد عودة الاهتمام للأدب أو بالأحرى عودة الأدب للأدب
ولقد أشار برسالته أستاذنا الغالي طلعت والأستاذة هدى عن عزوف المتلقي عن الأدب
وهذه آفة يجب على الجميع علاجها .. بعودة الأدب للأدب والشعرية للشعر ..
تحية تقدير لهذين العلمين الكبيرين أستاذنا الشاعر الكبير طلعت سقيرق
وأساذتنا القديرة الأستاذة هدى نور الدين الخطيب ..
وتحية كبيرة لك أستاذة نصيرة
آملا أن لا أكون قد جنحت أو اثقلت في كلامي ولكن هذه قناعتي ..
وعبير الياسمين والخزامى ..لارواحكم .
توقيع
عبدالكريم سمعون
أنا شاعر .. أمارس الشعر سلوكا ..!
وما أعجز...
أترجمه أحرفا وكلمات .!
لا للتطرف ... حتى في عدم التطرف ...!
[imgr]2010-09-20-14-01-52_0001.jpg[/imgr]
عبدالكريم سمعون
مشاهدة ملفه الشخصي
زيارة موقع عبدالكريم سمعون المفضل
البحث عن كل مشاركات عبدالكريم سمعون