عرض مشاركة واحدة
قديم 13 / 05 / 2008, 01 : 01 PM   رقم المشاركة : [5]
سلوى حماد
كاتب نور أدبي مضيئ
 





سلوى حماد has a brilliant futureسلوى حماد has a brilliant futureسلوى حماد has a brilliant futureسلوى حماد has a brilliant futureسلوى حماد has a brilliant futureسلوى حماد has a brilliant futureسلوى حماد has a brilliant futureسلوى حماد has a brilliant futureسلوى حماد has a brilliant futureسلوى حماد has a brilliant futureسلوى حماد has a brilliant future

بيانات موقعي

اصدار المنتدى: فلسطين

رد: ستون عاماً على النكبة والفلسطيني مشرد مشتت عن وطنه وبيته !!



الأخت الغالية هدى صاحبة المبادرات الوطنية،

كنت احضر موضوعاً عن ذكرى النكبة لأضعه في المنتدى ولكن بما انك بادرت بهذه المبادرة بأن يكون العمل جماعياً في هذه الذكرى المؤلمة ، سأضع موضوعي هنا.

قرأت مقالة منشورة في صحيفة (هآرتس) بتاريخ 10/5/2007 استفزتني وجعلتني اكتب هذا الموضوع
المقال للكاتب الأسرائيلي شلومو أفنيري- بروفيسور في العلوم السياسية ومحاضر في الجامعة العبرية

المقال بعنوان "لن تكون هناك تسوية بين الفلسطينيين والاسرائيليين دون اعتراف العرب بجزء من المسؤولية عن نكبتهم"


قبل ان نلقي باللوم على احد ، او نشرك احد في المسؤولية ، علينا ان نعي حقيقة المرحلة التى تم استصدار قرار التقسيم وملابسات الواقع انذاك.
سأحاول في عجالة ان اسلط الضوء على تلك الحقبة:

كانت الدول العربية أو الجماعات العربية تابعة للولاية العثمانية بما فيهم فلسطين، وتم اعتبارها امم مستقلة لها حق السيادة على اراضيها وذلك كما جاء في المادة (22) من ميثاق جمعية الامم الذي اقره مؤتمر الصلح الذي عقد في باريس في 28/4/1919 .
في العام 1922 جاء الاحتلال البريطاني وفرض الانتداب على فلسطين، وبالرغم من ان القانون الدولي ينص على ان السيادة تعود للسكان الاصليين على الاراضي الموضوعة تحت الانتداب ، الا ان هذا القانون ضٌرب به عرض الحائط من قبل الجمعية العامة للأمم المتحدة التى اوصت في عام 1947 بتقسيم الاراضي الفلسطينية الى دولتين عربية واخرى يهودية.

وهنا اود ان اورد مقولة هامة للنائب العام في فلسطين زمن الانتداب ويدعى (Norman Bentwich) اذ قال: "إن الشعب اليهودي لا ينشد سلطة سياسية أو سيادة قومية، وإن ما ينبغي على اليهود أن يفعلوه هو أن يندمجوا في فلسطين مع سكانها العرب، لأن مفهوم وطن قومي لشعب لا وطن له قد تضمنه الانتداب فقط، وهذا يعني أرضاً يكون لشعب فيها وضع قانوني وفرصة لتطوير أفكاره الأدبية والاجتماعية والثقافية دون أن يعطيه هذا المفهوم اكتساب الحقوق في السيادة السياسية".

وهذا يثبت بأن اصحاب السيادة الشرعية القانونية هم الفلسطينيون وهذه السيادة لا يمكن ان تلغيها اي اتفاقات سلام او مبادرات او قرار تقسيم او ماشابه طالما ان هذه القرارات تتعارض مع الحقوق والثوابت التاريخية ، صحيح ان هناك متغيرات قد حدثت ادت الى حصول اليهود على سيادة سياسية نتيجة لإختلاف معايير القوى ، ولكن هذا لا يٌسقط الحق التاريخي فالحقوق لا تسقط بالتقادم والاحتلال لا يمكن ان يحصل على مشروعية لوجوده على اراض لا يملكها اساساً ،

اذن قرار التقسيم رقم 181 في 29/11/1947 كان من اكثر القرارات خطورة ، فهو يطلب من الفلسطينييين التنازل عن السيادة القانونية والحق التاريخي بشكل أو بآخر،مما سيعطي المحتل الصهيوني شرعية وشكل من اشكال السيادة القانونية والحقوق التاريخية التى ليس لها اي وجود تاريخياً.

ان رفض قرار التقسيم لم يكن خطأ ارتكبه الفلسطينيين فليس هناك شعب في التاريخ وافق بإختياره على التوقيع على وثيقة استسلامه بإسم السلام او التعايش المشترك.

مشروع قرار التقسيم في حقيقته هو توثيق للسيادة الاسرائيلية على فلسطين بالقوة وبالاحتلال القسري .

والان نعود الى لب الموضوع وهو هل يتحمل الفلسطينيون مسؤولية عن النكبة؟

المسؤولية اضعها بالكامل على الدول العربية المتزعمة الامة العربية أنذاك، ففي عام 1910 نٌشرت مقالة في صحيفة المقتبس الحيفاوية للكاتب الصحفي عبد الله مخلص محذراً من انه اذا استمر وضع الهجرة اليهودية من اوروبا لفلسطين فإن مشروع الصهيونية العالمية سيتحقق وسيجد الفلسطينين انفسهم بلا وطن.

لقد لعب تواطؤ وتخاذل الحكام العرب في ذلك الوقت دوراً كبيراً في ضياع فلسطين وميلاد السرطان العبري في قلب الامة العربية.

اما اسباب النكبة فقد لخصها الكاتب المصري فهمي هويدي في النقاط التالية:

1.عدم كفاءة القيادات السياسية العربية التي لم تكن بمستوى المسؤولية التاريخية وخانت القضية وخضعت للإرادة المبريالية البريطانية، والدور السلبي لعاهل الأردن الملك عبد الله حتى ان قائد أركان الجيش الأردني كان بريطانيا وهو الجنرال غلوب.

2.عدم الاستعداد للمعركة بكل أبعادها، حيث لم تقم الدول العربية بإعداد جيوشها وتنظيمها وتدريبها بما يتناسب مع المهمة التي تنتظرها، وقرار إشراك الجيوش النظامية لم يتخذ الا في شهر نيسان من عام 1948. كما أن الدول العربية لم تعمل أيضا على تمد الفلسطينيين بالسلاح اللازم، حتى ان مدينة حيفا كما يقال لم تكن فيها بندقية حربية واحدة عند قرار التقسيم ولم يكن فيها الا عدد من المسدسات والقنابل اليدوية.

3.بينما نستطيع القول أن اليهود كانوا يعدون أنفسهم منذ الحرب العالمية الأولى حيث نجح الزعيم الصهيوني جابيتونسكي في إنشاء أول كتيبة يهودية ضمن الجيش البريطاني وتوالت بعدها الكتائب اليهودية التي شاركت عمليا في الحرب وخصوصا المعارك التي جرت في مصر وفلسطين، وفي الفترة ما بين الحربين أنشأ اليهود عدة فرق عسكرية ارهابية منها الهاجاناه وأرغون وشتيرن.. وأنشأوا لواءا يهوديا حارب ضمن جيوش الحلفاء في الحرب العالمية الثانية.

4.استهانة القادة العسكريين العرب بالقدرات القتالية لليهود والمستوطنات اليهودية، يقول الاستاذ كامل الشريف في كتابه (الاخوان المسلمون في حرب فلسطين) أن إدارة المخابرات في الجيوش العربية النظامية هونت من شأن التحصينات اليهودية حتى لقد قدرت إحداها مدة أقصاها 72 ساعة ليفرغ جيشها من احتلال فلسطين كلها، وحتى أن أحد المسؤولين العسكريين في جيش عربي كبير قال للوحدات العسكرية الزاحفة انها ذاهبة في (نزهة عسكرية) الى (تل أبيب) لا أكثر ولا أقل!!. ولكن عندما حانت لحظة الحقيقة صدمت الجيوش العربية للبراعة القتالة والخبرة العسكرية والتحصينات الدفاعية لليهود.

5.عدم واقعية الخطة العربية العامة لإدارة المعارك، حيث كان من المفروض على كل جيش وخصوصا الجيش المصري ان يحتل مساحات شاسعة دون وجود قوة كافية للحفاظ على تلك المناطق والدفاع عنها.

6.شحة الأسلحة بيد الفلسطينيين وما كان موجودا منها كانت أسلحة قديمة وبدائية، كما أن الجيوش العربية أيضا كانت أسلحتها قديمة ومن مخلفات الحرب العالمية الثانية وصفقة الأسلحة الفاسدة للجيش المصري معروفة في هذا الصدد.
6- عدم التنسيق بين الجيوش العربية التي كان من المفروض ان تعمل تحت قيادة عربية موحدة، لكن عند بدء المعارك تبين أن تلك الجيوش كانت تتبع لقياداتها السياسية لا للقيادة الموحدة، وكانت الأهداف السياسية للدول المشاركة غير موحدة، لذلك ظهر تشتت واضح على الجيوش العربية وكانت كل قوة تخوض معاركها وحدها بعيدة عن الخطة العامة.

7.تدخل القيادات السياسية في تغيير الخطط العسكرية، حيث قامت اللجنة السياسية للجامعة العربية بتغيير الخطة التي وضعها رؤساء أركان الجيوش العربية قبل أيام فقط من دخول تلك الجيوش الى فلسطين. كما أن القيادات السياسية كانت تتدخل أحيانا حتى في الخطط الفرعية، وكمثال على ذلك يذكر اللواء الركن (خليل سعد) في كتابه (تاريخ حرب الجيش العراقي في فلسطين) أن الجيش العراقي حينما اجتاز نهر الأردن واحتل بعض المواقع حضر الملك عبدالله والأمير عبدالاله والأمين العام للجامعة العربية عبدالرحمن عزام ووقفوا بشرقي الأردن يراقبون القتال ويظهر أن قد راق لهم تسلل الضباط والجنود للتلال في غربي الأردن واعتقدوا أن الفرصة سانحة لاحتلال قرية كوكب الهوى الموجودة في أعلى المنطقة فأصدروا الأوامر بذلك الى الفوج الموجود هناك، وبالرغم من أن آمر الفوج قد بين الصعوبة في تنفيذ الأمر الى ان تأكيدات القيادة عليه قد أدت الى أن يصدر أمره الى إحدى السرايا التابعة له بتنفيذ تلك الخطة التي أدت بعد ذلك الى كارثة حلت بهذه السرية واستشهاد قائدها وتكبدها خسائر جسيمة وتقهقرها بعد ذلك من تلك المنطقة.

8- انعدام الثقة بين الجيوش العربية وسكان فلسطين وخصوصا البدو، حيث كانت تلك الجيوش وخصوصا الجيش المصري وتحت تأثير الدعايات الكاذبة لليهود تعتقد أن البدو كلهم جواسيس لليهود وبالتالي يجب معاملتهم كأعداء، ويورد الأستاذ كامل الشريف عددا من الوقائع عن هذه المسألة وكيف استطاع الاخوان أن يتغلبوا على هذه المشكلة ويكسبوا البدو الى جانبهم.


يقول شلومو أفنيري: "لن تكون هناك تسوية بين الفلسطينيين والاسرائيليين دون اعتراف العرب بجزء من المسؤولية عن نكبتهم"

وارد عليه :
لن تقوم تسوية بين معتدٍ طرد واستوطن وشرد وبين اصحاب ارض وحق، المعادلة غير متوازنة ولا يقبلها عقل ولا منطق ولا عرف ولا اخلاق ولا دين.
فالكيان العبري هدفه ومخططه الاستيلاء على اكبر مساحة من الدول العربية لفرض سيطرته وهيمنته على المنطقة.

ان الاستراتيجية الصهيونية هي تفريغ فلسطين من سكانها الاصليين عن طريق الترويع والبطش ، وتاريخ المجازر التى تعرض لها الفلسطينيين يشهد بذلك، ففي اعتقادهم بأن وجود الفلسطينيين عقبة امام الحلم الصهيوني بانشاء الدولة اليهودية ذات العنصر الواحد ،ولذلك كان طرد الفلسطييين على رأس اولويات الصهاينة.

ففي عام 1948 شرعت عصابات الأرغون ( اتسل) وعصابة شتيرن ( ليحي) بمساعدة الهاجاناة بتنفيذ مخطط ترويع الفلسطينيين وتهجيرهم عن طريق ارتكاب المجازر البشعة بحق المدنيين ، فكانت مذبحة دير ياسين من اشهر هذه المجازر ومازال الصهاينة مستمرين حتى الان في مسلسل المجازر ونهر دماء الشهداء الزكية لم يجف حتى كتابة هذه السطور.

اذا كان شلوموا افنيري يقصد بالعرب الفلسطينيين فأقول له نعم سنعترف ، سنعترف بكل الجرائم والمجازر التى ارتكبتموها في حقنا كفلسطينيين ،
سنعترف بأننا المالكيين الوحيدين والشرعيين لفلسطين ،
سنعترف بأن سيادتكم سيادة غير شرعية اكتسبتموها بقوة السلاح،
سنعترف بأن السيادة الشرعية هي لسكان الارض الاصليين.

اما اذا كان يقصد العرب العرب، فأنا اؤيده ، على العرب ان يعترفوا بتقصيرهم وتخليهم عن مسؤوليتهم التاريخية تجاه جزء مهم من الوطن العربي الى ان وصلوا الى مرحلة اقتصر فيها دورهم على دور الوسيط ..

ولكل من تطاول على الشعب الفلسطيني بأنه باع ارضه، اقول ملاحم شعبنا النضالية تملأ كتب التاريخ وعقولنا ومازالت مستمرة، فإرادة الشعوب اقوى من كل اسلحة المحتل ومن يراهن على الإرادة الفلسطينية ما عليهم الا ان يقرأوا الأحداث ويتعلموا من الطفل الفلسطيني معنى الإرادة.

واتذكر هنا مقولة للزعيم الراحل جمال عبد الناصر:

الخائفون لا يصنعون الحرية ............والمترددون لن تقوى ايديهم المرتعشة على البناء


رحم الله هذا الزعيم الخالد، رحم الله شهدائنا الذين سقوا ثرى فلسطين بدمائهم حتى يظل اسم فلسطين حياً ليصم اذان اعدائنا ، رحم الله الكرامة والنخوة العربية التى رحلت منذ زمن.


وإننا لعائدون،

سلوى حماد

ملاحظة:تم الإطلاع على عدة مصادر لتوفير المعلومات والأرقام والتواريخ الصحيحة
توقيع سلوى حماد
 
أتنقل بوطنِ يسكنني ولم اسكنه يوماً
فلسطين النبض الحي في الأعماق دوماً
سلوى حماد غير متصل   رد مع اقتباس