عرض مشاركة واحدة
قديم 17 / 05 / 2012, 04 : 11 PM   رقم المشاركة : [176]
حياة شهد
شاعرة و رسامة و كاتبة

 الصورة الرمزية حياة شهد
 





حياة شهد has much to be proud ofحياة شهد has much to be proud ofحياة شهد has much to be proud ofحياة شهد has much to be proud ofحياة شهد has much to be proud ofحياة شهد has much to be proud ofحياة شهد has much to be proud ofحياة شهد has much to be proud ofحياة شهد has much to be proud ofحياة شهد has much to be proud of

بيانات موقعي

اصدار المنتدى: الجزائر

رد: أجزاء من رواية ( تصاميم أنثى )

* الجزء التاسع و الثلاثون *


.. حتّى في أقصى حالات حزنه كان حكيما :

قال لي .. بصوت متهدّج .. بعض الحروف كانت مختنقة .. قد تُشابه شيئا من جرحه في نُطقها ..

- لا تهتم يا صديقي .. لا شيء يستحق .. غير الدموع .. أتعتقد أنّ البكاء مجرّد انهيار، مجرّد قطرات مطر يستردها الشّتاء على حين غفلة في لحظة صمت قاربت على الهطول المدمّر .. لولا أن احتوتها العيون الحزينة، الدّمع يحتاج لوقفاتنا المساندة، لأنّه أكثر حزنا منا .. كلّما شعر بالوحدة القاتلة و اللّامبالاة، افتعل حالة شجار مع الذات كي يُذكر بحالة احتباسه القهري ... البكاء حالة انتشاء صارخة .. ألا تشعر حين تبكي بنشوة خاصة تسري بعدها بدمائك دفقة كبرياء ملتهبة .. تشعلك رغبة في امتلاك المتاهات و العزف المجنون تجبّرا و اقتحاما لغير الشّعور المتواطئ ..

- ضع ثقتك التّامة بالله و تفقّد الجزء المختبئ بذاتك .. وحده ذلك الجزء مغمور بسعادة حقيقية .. لذلك اختفى في خضم معاركك و الحياة .. و كأنّه شعر بأنّك تنبذه بمواقفك التّافهة و اشتياقك الملتهب للحظة شجن ..

- نحن البشر نبحث عن وقفات عزاء .. و تشييع لجثت أوهامنا، حين لا تبقى أيّة فرصة لمصارحة الذات و فكّ طلاسم الوهم الجميل الذي تلبّسنا بإرادتنا و رغبتنا .. حقيقة نحن نرفض المواجهة لذلك نفر و نتخفّى كقطعان خرفان من صغير ذئب ذنبه الوحيد أنّه ورث عن والده ملامحه المرعبة و قطعة لحم معلّقة على أسنانه الأمامية للتنويه .. تبقيه على عهد القتل و النّهش و حتى التنكيل بالجثث .. و تذوّق فصائل الدم " الأربعة " .. كبوصلة كلّ اتجاهاتها تحمل رمز الشّرق " e " و كأنّ إبرتها المغناطيسية تتباهى بانتمائها لمنطق الخيبات و الذّل ..

- لا شيء يتجاوز ما كتبه الله لك .. إن لم تنجب .. فذلك لأنّ القدر و السّماء أرادا ذلك و ما جسدك إلّا تعبير أخرس عن حكمة إلهية .. لذلك لن يكون هناك استنساخ منه لو لم يقضي الله بذلك أن يكون .. عزاؤك هو عزاؤك .. فابحث عنه بأعماقك .. متّى وجدته ستجد شيئا من ضالتك .. و شيئا من حنكة أبوتك المفقودة في طفل أردته أن يكون رجلا .. خليفة للرجولة .. حلما مستعصي الكتمان لمن فقد لذة العروبة ..

فجوة الرّصاصة تلك .. الّتي تحتمي برجل صرّح ذات يوم أمام قداسة الشجر أنّه .. عربي لا يعترف بالحدود الجغرافية بقدر ما يعترف بالغابات و الطيور و كلّ شيء برّي .. ينتمي بحكم قداسته لوطنه .. هي قضية ..
أعظم القضايا تلك التي تسكنك .. ككائن غريب .. لا تبرحك حتّى تكمل ذاتك السّياسية بتوقيع نهايتها ...
ذاتك الّتي تريد أن تفجّرها في جسد آخر .. قبل أن تقضي دستورية الحياة أنّ عهدتك قد انتهت،
أنهى حكمته بموعظة .. تنهّد بين جُمَلِهَا برقم أحادي .. ثمّ أتّم آخر تنهيداته، آخر تنهيدة حملت معها حياته .. كانت سرا أقفل بها الرّقم مائة .. ذلك الرّقم القاتل .. !! أخرس بعده كلّ الأرقام المتداولة .. في مرحلة جمود تام، حتّى ذلك اليوم الّذي وُجِدَ فيه معلّقا ناحية الشّرق .. .. ماثلا كسياج يفصل الغروب عن القرية .. يكسر صمت اللّيل بصوت الدبابير فوق أول غصن يعلوه .. ذلك العلو المحبّب الّذي انتحر عزيز من فوقه، كان أجمل مكان اعتدت الجلوس رفقته فيه .. يطلّ على أجمل منظر للغابتين المحاذيتين يفصلهما بعض البيوت القصديرية .. و ذات القرميد الأحمر الشهّي للنّظر .. كقطعة حلوى داعبتها شفتي طفل صغير فكان أن أصبحت أشهى أسطورة قد يشتهيها الأطفال عبر أجيال الموت ..

من فوق ذلك الجبل انتحر .. كانت لوحته و هو معّلق فوق شجرة جميلة تشبه أنثى في قمة أناقتها و تبجّحها .. ظاهرة قدرية عظيمة .. تبدو مع الغروب المنسكب كقهوة مسائية مرّة في حلق اللّيل، كلوحة ترفض الانتماء .. بدليل أنّها نزعت عنها ألوان الغروب بعده بوقت قصير .. و لبست حدادها المطبوع بقبلة قمرية شاحبة ..

أعنف المشاعر تلك التي تَسْكُنُكَ بروح الإبادة .. لتموت كنهاية جميلة لدوافعها .
و قد انطوت الحيلة الحرفية هنا على عزيز .. الشاب الذكي، حدّ الخرافة .. ذلك أنّه انتحر كنهاية جميلة لتلك المشاعر الّتي سكنته بتقاسيم غير متشابهة .. بوجه أنثى أحبّها حدّ المستحيل .. و صوت الشّرق الّذي كان يدّوي كلّ مساء، كقنبلة صامتة تدعوه للاستشهاد على أرضٍ أحبّها أيضا حدّ الجنون .. أبادته بعد أن هجرته امرأة بهوامش تصلح أيضا للإبادة ..
توقيع حياة شهد
 [frame="15 70"]
أنا أنثى ... لا أجيد .. إلّا أن أكون أنثى ..
عمقا و قهرا و قضية و ثقة أن الحياة لن تنصفني ما دمتُ " الشّرعية " التي تخشاها الوجوه المغلّفة ..
لذلك سأكون .. أنا ..
شهقة تحد و صمود .. قد تخفق لكنّها أبدا لن تتنازل عن كبريائها ..
[/frame]
حياة شهد غير متصل   رد مع اقتباس