[د. منذر أبوشعر]

الآنسة الودودة نصيرة تختوخ :
لست أديبة .. ( الأدب ) بالنسبة لي كبساط الرمل الدافئ ، على شاطئ متوسطي ، أمشي عليه بقدمين
حافيتين .. وفي ذروة غروري أحب أن أبتسم وأنا أقرأ خاطرة أو قصة قديمة لي ، فألامس انسانيتي في
لحظة مضت ، وأداعب خيالي بالدخول اليه .. أباغته كما باغتني .
قولي لي آنستي : ما هي حدود عوالم الأدب ؟
أليست هي فضاءات نفس لاحدود لها ، لاتعترف بأنماط أساليب أو صيغ أشكال ؟
ثم لمن نكتب !؟
في البدء ،كنا نكتب بالطبع لأنفسنا ، فندفن أحاسيسنا وأشواقنا وهمومنا على الورق ، ونحرج كثيرا ،بل نستاء ،أن يطلع عليها الآخرون بعيون فضول تقتنص الأخطاء ، وتتبع العثرة ! فنصنع ،وقتها ،تمثالا رائعا، ونلتذ ونحن نتفرج عليه !
لكننا لما نكبر، وتكبر التجربة ، تصير الكتابة بوح مسؤولية ومشاركة وتواصلا حميما مع الآخر، فنرى أن محاولاتنا الأولى، ما هي الا لحظات براءة جميلة نفخر بصدقها وفيض عاطفتها ، ونتمنى استمرار عزم وهج تألقها الأول .
وكل هذا ، لاشك تعرفينه ، لأنك مبدعة ودودة ، ورغم سطوع قوة شخصيتك وعزم ارادتك ،الا ان في أعماقك لا تزال ( نصيرة ) الطفلة التي تخاف أن يسئ الأخرون فهم نبل أحاسيسها .
أنا معك ، بل كلنا معك ، وتعالي نصرخ في فسيح الأجواء .
وكل الشكر لك ، ويستمر طيب اللقاء .