صدقت يا والدي الكريم ..
الفاجعة .. عمق الفاجعة .. أن لا نشعر بالرّبيع حين يحل .. و اللّيل الطويل يحجب عنّا الخضرة و الجمال ..
الفجر منهك و الطيور سئمت من التجوّل الكاذب فوق أرض حاصرها شتاء الدّم ..
السّماء و الهواء يائس .. و الكلّ تعلّم كيف يكون بائس .. حتّى أصبحت الحياة عالة .. الكلّ يبحث عن طرق للخلاص منها
قالوا لنا :
ناموا فإنّ الذئبَ تابْ !
ما عاد للآسادِ نابْ !
فاحمْوا الذئابَ من الخرافِ
احمْوا الذئابْ !
فالظرفُ غابْ ،
والصدقُ غابْ ،
والأبرياءُ بلا عقابْ..
وإلى متى نبقى نُعذَّبُ..بالكتابْ؟!
****
نحاسب الغبي عن ذنب الذّكي ..
و نحاسب النجوم عن ذنب الشروق الفوضوي ..
و نحاسب اللّيل هن نهار كاذب ..
كلّ شيء أصبح يسير بالمقلوب ..
**
كلماتك أبتِ عميقة جدا ..
تصلح لأن تعبّر عن فترات مضت .. و عن حياة اليوم .. و عن ميلاد الغد اليتيم ..
العبرة دوما بما تخبئه السّطور .. و انت تشرح هنا عمق الألم و المأساة بطريقة شاعرية .. جميلة ..
سعدت لأني في الوقت القصير الذي أدخل فيه هنا .. وجدت حرفك .. و قد كنت حقا مقصّرة معك و مع الغير ..
شكرا .. أبتِ .. أيّها الرّائع ..
تقديري و احترامي و عمق مودتي ..