[علاء زايد فارس]

[align=justify]
صدقاً لم يكن مفاجئا لي ما حصل عليه الفريق أحمد شفيق في هذه الانتخابات....
لدي بعض الأوراق التي كنت أخربش عليها بحسابات رياضية وبنيت توقعات، وكنت أعرف كما أرى الشمس كل يوم أن شفيق سيحصل على نتيجة عالية حتى وإن لم يربح السباق الرئاسي..

وقلت إذا لم يحصل شفيق على المرتبة الأولى سيحصل على المرتبة الثانية غالباً بفارق بسيط، لأني أدعي معرفة الأسباب الحقيقية وراء ذلك،

لقد كنت أراقب الإعلام المصري منذ فترة طويلة، ولدي أصدقاء في مصر وأقارب يقطنون هناك، وهناك مسافرين فلسطينيين كانو يأتون من مصر كنت أسألهم عن كل شيء...

شعرت أن أحمد شفيق سيحصل على ما حصل عليه، لأن الرجل تعب كثيراً واستغل نقاط ضعف خصومه السياسيين بكل ذكاء ودهاء واستغل أخطاءهم أيضاً كي يجذب الكثير إلى صالحه، وهناك نقطة مهمة جدا كانت في صالحه ووظفها توظيفاً جيداً...وهو الدعم الذي يلقاه من المؤسسات القائمة ورجال الأمن والجيش تحت بند كبير اسمه " عودة هيبة رجل الأمن" الذي كان الكثير من المصريين يتعطشون له في الفترة الماضية من الفوضى المختلقة أو الفوضى التي حصلت نتيجة لما حدث في مصر العزيزة..

حتى جماعة الإخوان المنظمة والتي يتميز أفرادها بالالتزام باتوا الآن يخشون منه كثيراً...
أحمد شفيق قلب الانتخابات المصرية رأساً على عقب، وهو سبب مباشر في خسارة صباحي وأبو الفتوح!

وللعلم إذا لم تتكاتف القوى المصرية الأخرى في جولة الإعادة ، وقد سمعت أنها ستقوم بعقد ائتلاف، مرسي الرئيس وصباحي نائب أول وأبو الفتوح ثاني، إن لم يفعلوا ذلك...واتحد أنصار المرشحين الثلاثة...

قد يصبح أحمد شفيق رئيس مصر الجديد وهذا وارد بنسبة ليست بالبسيطة، لأن هناك صوت لا زال صامتاً في مصر ولن يصب في خانة صباحي ولا الاسلاميين لأسباب نعرفها جيداً...وقد يقوم أنصار عمرو موسى بانتخاب شفيق وهذا متوقع بنسبة 90%....

من أسباب ما حدث أن الثوار انطلقوا نحو الغنائم وتركو الجبل!
وأنهم تعاملوا بمنطق الانتقام
وأنهم اختلفوا والاختلاف أضعفهم وزعزع ثقة الشارع فيهم إلى حد ما..
والقائمة تطول وتطول...
وهذا درس يجب الاستفادة منه في المستقبل والعمل على تدارك الأخطاء وتصحيح المسيرة قبل فوات الأوان، ولا زال هناك متسع من الوقت...


أما أحمد شفيق إذا اختاره الشعب المصري لن نملك إلا أن نقول الرئيس أحمد شفيق..
لأن الديمقراطية لا تفصل على مقاساتنا وأهوائنا حتى لو جاءت الرياح بما لا تشتهي السفن!
وهذه الانتخابات ليست إلا مرحلة صغيرة من حقبة طويلة جديدة سيمر بها تاريخ مصر الجديد، والتغيير في حالة الشعوب تأخذ وقتاً طويلاً وليس ما حدث هو نهاية المطاف حقاً....

أما إن حدث الإئتلاف - والكل يتجه لهذا الاتجاه- فلن يكون للفريق شفيق أي مكان في اللعبة السياسية...
لكن على الثوار أن ينظروا بعين الاعتبار للفئة التي صوتت له وأن لا تهمش أي مواطن مصري وأن تتسامح مع من اضطر للتعامل مع حقبة حكمت مصر سنين طويلة وأن لا تصطدم بشرائح من الشعب المصري تحت ذريعة النظام السابق أو أن تسمح بحدوث توترات طائفية بسبب تصريحات نارية متسرعة من البعض....وأن تجعل الحراك الثوري ذكياً بحيث لا يضر بمصالح المواطن البسيط الذي له الكلمة الفصل في مثل هذه المواقف...

شكراً لك أستاذة هدى وسأعود إن شاء الله في حال وجدت شيئا جديداً

[/align]