عرض مشاركة واحدة
قديم 28 / 05 / 2012, 04 : 08 PM   رقم المشاركة : [179]
نصيرة تختوخ
أديبة ومترجمة / مدرسة رياضيات

 الصورة الرمزية نصيرة تختوخ
 





نصيرة تختوخ has a reputation beyond reputeنصيرة تختوخ has a reputation beyond reputeنصيرة تختوخ has a reputation beyond reputeنصيرة تختوخ has a reputation beyond reputeنصيرة تختوخ has a reputation beyond reputeنصيرة تختوخ has a reputation beyond reputeنصيرة تختوخ has a reputation beyond reputeنصيرة تختوخ has a reputation beyond reputeنصيرة تختوخ has a reputation beyond reputeنصيرة تختوخ has a reputation beyond reputeنصيرة تختوخ has a reputation beyond repute

رد: من الأَلِــف إلـى حيــث لاندري مع الشاعر عبد الكريم سمعـون

[ALIGN=CENTER][TABLE1="width:95%;background-image:url('http://images2.layoutsparks.com/1/109750/purple-lady-request-misty.jpg');border:4px inset silver;"][CELL="filter:;"][ALIGN=center][mark=#FFFF66]بتجليات باريــسيـة:
[/mark]*عندما بدأت أصابع العازف, بالقرب من بازيليكا Sacré-Cœur الساكري كور, تتحرك على قيثاره لم يعد ينتبه للمارين أمامه أو خلفـه أو بجانبه.

كان يعزف كأنه وآلته واحد ليس بينهما دخيل أو عابر.
همس لي أحدهم 'هو عازف معروف،متمكن، قد شاهدته في كذا وكذا ..'ومثله كان يهمس الكثيرون في المكان لكن العازف كان مستمرا لايبالي بالكلام.
الكلام كان يقع خارج زمانه ومكانه على ماأظن.
http://www.youtube.com/watch?v=1LDCp...eature=related
ترى هل يحدث هذا شعريا معك ؟ وهل في التوحد مع القصيدة سعادة أم فيه تحرر وانعتاق؟

**في رواق أعمال الفنان الشهير هنري ماتيس كتبت على الجدار مقولته الآتية:[mark=#FFFF99]''أنني أشتغل بإحساسي، تصوري في رأسي وأستطيع إعادة استيعابه لكنني أعرف إلى حيث أريد أن أصل.
الصور التي آخذها أثناء الإنجاز تسمح لي بمعرفة إن كان استيعابي الأخير أنسب من غيره وإن كنت تقدمت أم تأخرت ''.
[/mark]بين اكتمال القصيدة وإنجاز اللوحة اختلاف ولاشك لكن إن اعتبرنا الاثنتين منتجات فنية يشتغل عليه الفنان والشاعر، هل يتعرف الشاعر عبد الكريم سمعون في كلام ماتيس على أمور تحدث معه وهو يشتغل على قصيدته؟ وهل يعرف الشاعر وهو يبدأ قصيدته إلى أين يريد أن يصل؟
***هذه كنيسة نوتردام بعدستي من الخارج ومن الداخل ويليها منظر من كنيسة نوتردام للفنان هنري ماتيس.



هل يمكننا أن نقول أن الواقع يدخل الخيال فيخرج بحلة جديدة من تصميم الشاعر أو الفنان؟
أم أن للخيال خطوطا غير خطوط الواقع تتقاطع معه حينا وتتوازى و تتباعد حينا وعلى المتلقي أن يتحرر من مسطرة الواقع أحيانا لدخول القصيدة أو اللوحة؟
أم أن الواقعية قد تلازم قصيدة ما من بدايتها إلى نهايتها بينما تغيب تماما في قصيدة أخرى حسب مزاجية الشاعر و حالته الوجدانية ؟
************************************************** ************************************
[ALIGN=CENTER][TABLE1="width:95%;"][CELL="filter:;"][ALIGN=center]عبــــد الكريـــم سمــعـون[/ALIGN][/CELL][/TABLE1][/ALIGN]
......ترى هل يحدث هذا شعريا معك ؟ وهل في التوحد مع القصيدة سعادة أم فيه تحرر وانعتاق؟
*نعم بالتأكيد هذا يحدث أو بالأحرى كثيرا ما يحدث حيث تكون الذات في عواملها وتكون بعيدة كل البعد عمّا حولها وأحيانا يصل الشاعر إلى حالة لا يرى ولا يسمع ولا ينتبه مطلقا لكل ما يدور حوله ..
هي حالة غالبا ما ترافق كتابة القصيدة وهي أشبه بالذهول أو الشرود ..
ويكون فيها الشاعر خارج الزمان والمكان فعلا ..وهي حالة تحرر وإنعتاق حقيقي وتحليق في العوالم الخاصة بالشاعر أو ما اتفقنا على تسميته الـ هناك أو ما يدعونه في علم النفس البعد الرابع .. وأخذ تأخذنا من واقعنا الحالي فيبدو الشاعر كأنه ثمل تماما وقد لا يذكر من هو أو ما هو ولهذا يقول الناس أن الشاعر مجنون أو مسطول أو أو لتكرار هذه الحالة معه .. فقد يكلمنا أحد ما ولا نسمعه وهو قربنا تماما .
وترافق هذه الحالة سعادة بالتأكيد وشعور بالإرتياح ...
*********************************
....بين اكتمال القصيدة وإنجاز اللوحة اختلاف ولاشك لكن إن اعتبرنا الاثنتين منتجات فنية يشتغل عليه الفنان والشاعر، هل يتعرف الشاعر عبد الكريم سمعون في كلام ماتيس على أمور تحدث معه وهو يشتغل على قصيدته؟ وهل يعرف الشاعر وهو يبدأ قصيدته إلى أين يريد أن يصل؟
**الخيال هو نتاج العقل وينمو بإزدياد الخبرة والتجارب الإنسانية وكل مانراه ونسمعه و...لذلك هو في حالة نمو دائمة ..
ولذلك نجد بعض الشعراء يعودون لأعمالهم القديمة ويعيدون كتابتها برؤية جديدة ..
أحيانا حين نريد تضمين فكرة ما بالقصيدة قد نعرف ماذا نريد أو إلى أين يجب أن نصل وقد يتم تغيير أو تبديل بعض الكلمات والجمل لإيضاح أو إخفاء تلك الفكرة ..ويكون التصور في الرأس فعلا سابق لكتابة هذه الفكرة . أما القصيدة بشكل عام فلا أعتقد أن الشاعر يكون لديه تصورا إلى أين سيصل وحين ينتهي من القصيدة يشعر أنه ترجم حالته كما يريد فيتوقف ويختم قصيدته ..فمثلا في تصميم الديكور أو تنفيذه يحدث أن نرتكب خطأ ما وحدث هذا معي عدّة مرات وأحيانا أعتمد هذا الخطأ وأراه أجمل مما كان مرتسما في ذهني وأستمر بالشكل الجديد الناتج عن هذا الخطأ ..وذات الشيء أعتقد أنه يحدث في القصيدة فقد نكتب عبارة تقودنا إلى أفكار وأحاسيس لم نكن ننوي الإقتراب منها .. وحتى في اللوحة فإن هذا يحدث تداخل لوني ما قد يقود الفنان إلى حيث لم يكن ينوي .
***************
....هل يمكننا أن نقول أن الواقع يدخل الخيال فيخرج بحلة جديدة من تصميم الشاعر أو الفنان؟
أم أن للخيال خطوطا غير خطوط الواقع تتقاطع معه حينا وتتوازى و تتباعد حينا وعلى المتلقي أن يتحرر من مسطرة الواقع أحيانا لدخول القصيدة أو اللوحة؟
أم أن الواقعية قد تلازم قصيدة ما من بدايتها إلى نهايتها بينما تغيب تماما في قصيدة أخرى حسب مزاجية الشاعر و حالته الوجدانية ؟
***جاءت إمرأة لعند ماتيس وقفت تتأمل لوحة رسمها لإمرأة من خياله .. وقالت يا هنري ..هذه المرأة يداها طويلتان فقال هذه لوحة وليست صورة ...أو صورة وليست إمرأة
ماتيس كان يرسم بإحساسه الطفولي الذي غلب على معظم لوحاته .. وكان لونه المفضل والغالب هو لون العباقرة والمفكرين [mark=#33CCFF]اللون الأزرق [/mark]..

ولا بد هنا من ذكر ما قاله العبقري هيجل بهذا الخصوص حيث يقول :

[mark=#FFFFCC]''نتاج الإبداع أسمى من نتاج الطبيعة لأنّه من نتاج الفكر وبالتالي فهو نتاج الروح والمخيّلة ..''[/mark]

وفي إحدى المرات [mark=#FFFF99]كنت في مرسم صديقي الفنان التشكيلي جورج شمعون فرأيته يرسم خلفية لوحة بإعجاز تكنيكي ولوني رائع وهي عبارة عن ورقة شجر مكررة آلاف المرات ولكنها لا تشبه أي ورقة شجر مطلقا وألوانها مختلفة فقلت له حيرتني .. لا أعرف إن كانت ورقة توت أو روقة عنب أوجوز فما نوع هذه الورقة ولماذا ألوانها لا تتطابق فابتسم وقال وما رايك أنت .. فقلت اراها كتفعيلة القصيدة وحدة إيقاعية متكررة ولكنها هنا وحدة شكلية وليست زمنية متكررة فقال صدقت هذه ليست ورقة شجر هذه ورقة جورج شمعون [/mark].

حتى البورتريه حين يرسمه التشكيلي فهو يختلف عن الواقع لأن الإحساس يضيف عليه شيء من الخيال ..
حين أبدأ بتنفيذ عمل ما في الديكور .. فهو يرتسم كليا بهندسة عقلي الفراغية وأبدأ بتصميمه ومن ثم تنفيذه ..

الذات المنتجة للعمل الإبداعي عموما والقصيدة خصوصا هي ذات حالوية آنية خاصة بهذه القصيدة عينها وحسب مزاج وحالة هذه الذات يكون العمل الإبداعي أو القصيدة ولهذا قد تختلف نسبة الخيال والواقع من قصيدة لأخرى
علما أن هذه الذات المؤقتة الآنية هي منبثقة من ذات الشاعر نفسه وتعتمد على مقوماته من فكر وخصوبة خيال وذاكرة وعقل معرفي وتجربة إنسانية .
فالخيال مستَمَد من الواقع بالتأكيد ولكنه ينمو ويكبر ويزداد إتساعا وأفقا كلما ازدات المعرفة والتجربة والخبرة بالحياة والثقافة ..
فما يحدث حين نقرأ كتابا مثلا هو قد يرسخ معلومات موجودة في أذهاننا أو يضيف معلومات لم تكن موجودة ولكن الأهم هو إتساع أفق المخيلة ..ولهذا فإن مانراه أو جميع ما نتلقاه عن طريق حواسنا يدخل لعقولنا ولكنه يتعرض للإصطفاء والتنقية ونرمي منه مالا نحب ولا يتوافق مع ذواتنا ونحتفظ بما يتوافق..
ولحظة كتابة القصيدة أو رسم اللوحة فإنها سوف تُنجز بتصرف الخيال وكما يشاء لها ..
[/ALIGN]
[/CELL][/TABLE1][/ALIGN]
نصيرة تختوخ غير متصل   رد مع اقتباس