31 / 05 / 2012, 15 : 06 PM
|
رقم المشاركة : [1]
|
جامعة بيرزيت ، رئيسي الكيمياء / فرع التسويق، تكتب الخواطر والقصص القصيرة
|
أحتاج لرجلٍ
أحتاج لرجل
سأجوب المعمورة حتى أجد الرجل المناسب .....
مللت البقاء وحدي ، شُلت أطرافي ولم أستطع الحراك ، أُهينت كرامتي ، وجُردت من كبريائي ، ولم يبق لي سوى نزف الدموع .
لم أعد عذراء ؛ فأنا أغتصب في اليوم مائة مرة وأسكت ! ودعت عذريتي منذ عقود ! ودّعتها مذ تخلى عني إخواني ، مذ قتل أفراد عائلتي بعضهم البعض ، مذ تاجروا بي وبطهارتي ، مذ أجازوا للأجنبي حمايتي !
يعاتبونني ؛ لماذا لم أبق عذراء ، وكأنني أحببت أن أكون ثيبا فتجرأت ! وكأنني أحببت جنْيَ الأموال بعذريتي فركضت ! وكأن حالي يروقني فسكت ! لم يعلموا أني وحدي لا أستطيع الوقوف ، وكيف يمكنني الوقوف وأعضاء جسدي تمزق بعضها !
أحتاج لرجل يبقيني تحت ناظريه ، يهب روحه وماله ليدافع عني ، يعيد جسدي لُحمة واحدة ، يحميني بصدره العاري وبكفه الفلاحي . أحتاج لرجل يزرع أرضي زيتوناً ، يقلع منها شوكا ، يغرسها برتقالا يسطع شموساً كلما أينع ، يحصد قمحاً تقبّل سنابله ثراي .
أحتاج لرجل يحشد لمجدي صغاراً وكباراً يرفعون شارة النصر قبل بدء الحرب ، أرواحهم في أكفهم لا يخشوْن إلا بارئهم.
أحتاج لرجل يكتبني شعراً وينتصر لي في قلمه ، رجلا يحارب لأجلي بالقلم قبل السيف ، رجل يفعل ما يقول ، ولا يقول إلا ما يزيدني عظمةً وشموخاً .
أحتاج لرجل يفهم معنى الرجولة ، يفهم معنى الشجاعة والنخوة والمروءة ، والأهم ؛ أن يتصرف كرجل ! أحتاج لرجل كصاحب العين المرشوقة ، أحتاج لرجل كمن كانت تركته سبعة وأربعين درهماً !
أحتاج لرجل كالقسام ، كالشقاقي ، كأبو جهاد ، كالياسر ، كالياسين !
أحتاج لرجل يستحقني فأنا " فلسطين " ....
فاطمه البشر
نور الأدب (تعليقات الفيسبوك)
|
|
|
|