[عبدالكريم سمعون]

وبدوري سأهمس لك بوصايا قلب يعشق الأزهار والطبيعة والغابات والكائنات.
لورأيتِ شحوب أورواق الغابة فأروِها بتمنّي المطر .
فمجرّد ذاك التمنى سيجلو قلبك ويروي ظمأ روحك المتعطّش للخير والجمال ،
وستتلقين بلا شك الشكر والمحبة من شجر الغابات وأراقها ..
ولو رأيت ذبول براعم الورد فأمنحيها نظرة عطف من عينيك لتنتش من جديد ..
وامنحي لبضاضة الزنابق أطياف ظلالك لتكتسي ألوانها الزاهية المتماهية بين الجمال والجمال ..
يامليكتي...
فيما مضى من عمري كنت أتجاهل تماما جميع ما أرغب به وما أريده ولكنني لم أتناسَ أو أتجاهل ولحظة واحدة احتياجات ورغبات الزهور وسيدة الزهور وجميع الكائنات ..
وكان حصادي- دونما قصد من الحصاد يوما ولم أفعل ما فعلت لجني أو منفعة - غنيّا ومُبهجا ويُدخل السرور إلى قلبي ...
تطلبين مليكتي مساعدتي في تحرير الفراغ ، وتعلمين مسبقا أنه لا فراغ ولا خلاء .. إنما وجودنا هو من إفترض ذاك الفراغ
وأمّا لو كان ما تقصدين بالفراغ هو الصمت فإنني أعتبره من ذهب ولكن لو كان السكوت من ذهب فكلماتك من ياقوت ودرر نفيسة
وتلك الأدوار الرتيبة سنمحوها ونبث عبثية فوضانا الواعية وجنونا المدروس ولا وعيينا الواعي والمدرك لماهية استنباط الحركة من السكون
والحياة من العدم ..
فلنمضِ كما الهواء نجوب جميع الأمكنة ولا نبرح مكاننا ونملأ الكون صخبا وحياة وروعة ..


تحياتي أستاذة نصيرة