أتدرين يا فاطمة .. قرأت نصك هذا و هو نوع من الخطاب الذي يصلح لأن يوجه للشعوب ليزيدهم حماسا و اشتعالا ..
لم يتسنى لي الدخول هنا إلا اليوم .. لأكثر من سنة ..
الوقت مرّ بسرعة .. كنت أراجع تاريخ كتابتك لهذه الكلمات فوجدت سنة 2011 فراجعت ذاكرتي كأنني اعتقدت أنّ الاحداث وقعت منذ شهرين فقط ..
أكثر من سنة للأسف الشديد .. من أسوء لأسوء ..
الغرب يثبت لنا اليوم مجددا حتى بعد نجاح الثورات " شكليا " من خلال طرد شخص واحد فقط مع أن الهدف من النظام و كل نظام لم يسقط ..
الغرب يثبت لنا أنّه القادر على توجيه دفّة الصراعات العربية كما يشاء .. قادر على صنع التاريخ الذي يريده لنا ..
قادر على وضع نظام آخر تحت تسمية أخرى لكنّه قد يكون نفسه متخف فقط ..
قادر على أن يهزمنا في عقر دارنا و نحن صامتون .. مذهولون .. نتفرج على الخزي و العار ..
يراقب من بعيد .. و يتأمل ..
انكسارا نحن صنعناه من جملة الانتكاسات الّتي كنا نحن عناوينها ..
الغريب أنّ الغرب يمسك العصا عن بعد شاهق و يترك بعد ذلك الحبال تتلوى لوحدها كالدمى تماما ..
ربما كنا بحاجة لنصك اليوم كي نراجع ماذا فعلنا خلال هذه السنة .. ؟ و ماهو التقييم اللائق بها .. ؟
و كيف سرنا في اتجاه استكمال الثورات .. ؟
و ماهي النتائج بعد أكثر من سنة .. ؟
يجدر بنا حساب عدد الجثث .. و البيوت المدمرة .. و القرى المنسوفة .. و الراحلين عن الديار ..
ثم بعدها نرى كيف أن بعد مبارك و القذافي و زين العابدين .. فعل السحر أم النتيجة واحدة ..
أسفي و أسفي ..
****
فاطمة شرف الدين .. أيتها الأنيقة روحيا شكرا
تقبلي مروري و تحياتي و مودتي ..