... وتكلَّمَ الإحساس
وتكلّم الإحساس
شَقْرَاءُ بَوْحُكِ لِلسُّهَادِ دَعَانِي
مَاذَا عَسَاهُ يُثِيرُ بِي وَعَسَانِي
أَيْقَظْتِ فِي قَلْبِي مَوَاجِعَ غُرْبَتِي
لاَ السِّرُّ يُرْضِينِي وَلاَ إِعْلاَنِي
وَتَحَرَّكَتْ سُفُنُ الْقَصِيدِ حَزِينَةً
مَا بَيْنَ صَمْتِ الْبَحْرِ وَالطُّوفَانِ
مَا بَيْنَ أَشْرِعَةِ الذُّهُولِ غَرِيقَةً
تَحْتَ السُّكُونِ وَثَوْرَةِ الْبُرْكَانِ
وَتَمَلْمَلَتْ لُغَةُ الشُّعُورِ يَبُثُّهَا
نَهْرُ الْحُرُوفِ على مدًى ظَمْآنِ
ثُمَّ اغْتَرَفْتُ فَلَمْ تُغِثْنِي لُجَّةٌ
وَمَتَى الرَّحِيلُ إِلَى الشُّعُورِ كَفَانِي
أَبْصَرْتُ حَقْلَ الشِّعْرِ أَيْنَعَ وَرْدُهُ
مُتَوَتِّرَ الأَطْيَافِ وَالأَلْوَانِ
سَافَرْتُ فِي بِيدِي أُطَارِدُ حَيْرَتِي
بَيْنَ الرِّمَالِ وَصَحْوَةِ الْكُثْبَانِ
لُغَتِي سَرَابٌ تَائِهٌ فِي مَوْكِبٍ
مِنْ حَيْرَةِ يَسْعَى إِلَى الْهَذَيَانِ
مِنْ أَيْنَ أَنْسُجُ قِصَّتِي وَقَصَائِدِي
تَحْتَ الْقُصُورِ عَنِ الْجَمَالِ تُعَانِي
وَمَضَيْتُ أَحْسُبُ قِيمَتِي وَأُعِيدُها
فَإِذَا الْمَسِيرُ عَلَى خُطَى (غِيلاَنِ)
وَمَدَدْتُ كَفَّ الصَّمْتِ أَطْلُبُ صَاحِبًا
فَوَجَدْتُ فِيهِ حَرَارَةَ الإِنْسَانِ
أَقْبَلْتَ فَاعْتَنَقَ الْفُؤَادُ شُرُودَهُ
وَتَكَلَّمَ الإِحْسَاسُ قَبْلَ لِسَانِي
هِيَ ثَوْرَةٌ لَمَّا سَقَيْتَ جُنُونَهَا
أَطْلَقْتَ فِيهَا لِلطُّقُوسِ عِنَانِي
أَسْكَنْتَنِي بَيْنَ الضُّلُوعِ هَوَاجِسًا
وَسَكَنْتَنِي نَبْضًا مِنَ الإِيمَانِ
أخوك إبراهيم بشوات
11/جوان/2012
نور الأدب (تعليقات الفيسبوك)
|