رد: الرسالة الثالثة - إلى خيري حمدان
قرأت الرسالة الميمونية عدّة مرات أخي رشيد
رسالة رفعتني إلى مدارات سامية، أعرف بأنّك تعتبرني قد استحققتها، وهذا ملزم على كافّة النواحي.
ليس من السهل أن يكون أديبًا مثيلا مرادفًا لسيف الدولة الحمداني. هذا شرفٌ كبيرٌ ومرّة أخرى ملزم ملزم.
قطعنا جزءُا من مشوار العمر أخي رشيد دون أن نلهث أو نعطش، لكنّنا بين الحين والآخر كنّا نتألم لسقوط بعض الأصدقاء على الرصيف، وبقينا نحن المحكومون بالحياة نركض ونركض على الطريق السريع نحو النور، وإذا ما تكاثر أثر العتمة بحثنا عن فراشة، لأنّها هي هي الدليل الأخير نحو شعلة القنديل المشتعل في مكان ما خارج محيط العتمة.
للدانوب سحر مهوّل هذا النهر الذي رماني عند شواطئه في إحدى احتفالات رأس السنة لأستمع إلى نداءات القوارب والسفن العابرة للمياه ولوريد الحياة، كأنّها تصرخ وتهمس للوقت ((مرّ))، لن يجرؤ الشاعر على الاعتراض، وكنت أنتَ أمام ناظري حين عبرته تائهًا خلال العام 2009، كنت قد سمحت للعربة بأن تلهث بحثًا عن درب لا ينتهي، يا للإسفلت الأسود كم هو ظالم! لأنّه لا يعرف راحة، لا يتوقف، كأفعى تمتدّ نحو الأزل.
نهر دانوب لروحك أخي رشيد، فهذا ليس بكثير على أديب لا يخشى قلبه العشق الأبديّ.
|