رد: يبقى الشجن
على الدوام ، كانت دعوتي: الحفاظ على استمرارية صدق تواصل العلاقات الإنسانية واستمرارها بكافة أشكالها ، وعدم حصرها في أضيق الأطر ..
وعندما دخل (الموبايل ) إلى عالمنا ، كان ، حقا ، قفزة نوعية في سهولة التواصل مع العالم ، لكنه كان عاملا رئيسا في تحجيم مساحة الدفء الاجتماعي الذي عرفناه في صغرنا وأحببناه ! ودون أن ننتبه ، أصبنا بالكسل أولا ، ثم بالفتور ثانيا ، في كافة علاقاتنا الاجتماعية ! فاكتفينا في الأعياد أو الأتراح ، أو أية مناسبة اجتماعية هامة ، بإرسال sms) ) نكتبها مرة واحدة ، أو تكون على الغالب مكتوبة مسبقا ، دون وهج الحدث ووقْعه على النفس ، ونرسلها لمن نحب !
ثم جاء الإنترنت ، فحطم الحدود والمسافات وعوالم الأزمنة ، وأعطى الكثير الكثير ، لكنه أخذ معه ، في خضم روعة ذلك ، ضريبة متعة اللحظة!
وكانت ضريبة متعة الرفاهية (كبيرة ) بل (قاسية ) في جوانب كثيرة منها !
... ... ...
وقس على ذلك : الرسالة ، وانتظار ساعي البريد ! ومتعة قراءة الكتاب الورقي ، وكافة الألعاب التي عرفناها في الصغر رغم سذاجتها ، إلا أنها كانت تحمل في جوانبها جميعا ألفة ومتعة لا تُنسى !
|