إلى أمي
إلى أمي
قد تسائلني عيناك
عن صمتي الطويل
ويحار قلبك لكوني
لم أكتب لك شيئا
ولم أهدك قط جملة
أو كلمة ، ولا حتى حرفا
ألا فاعلمي أني منذ وعيت
أني أنا وأنك أنت
بدأت أولى كلماتي تهتز وتربو
هناك في أعماقي
فكان القلب ينبض ويكتب
والنفس تتأجج وتكتب
ودمي يسري في شراييني
ويكتب
وأنفاسي بلهيبها تكتب
وتهدي إليك بأشهى الكلمات
وأعذب الحروف
كانت أحاسيسي تملي
وخواطري تسكب
وكان كل شيء في داخلي يكتب
حتى صار داخلي بركانا ثائرا
وسيلا جارفا
ونهرا هادرا
فتداعت حصون أسراري
واندفعت حمم بركاني
فلم أقو على كبت مشاعري
ولا على كبح جماح خواطري
فاندفع السيل
واندفع النهر
فكان بزوغ فجر كلماتي
على أوراقي ودفاتري
وكنت أنت
هنا وهناك ..
في كل زمان ومكان ..
أنثر عليك ورودي
فتزيدينها أريجا وشذا
بك أينعت بساتيني
زهورا ورياحينا
فانتشى القلب باسمك
وثملت النفس بذكرك
وطربت الروح لبسمتك
فغردت أطياري
واخضرت رباي ومروجي
وأورقت أشجاري
وازدهى ربيعي وصيفي
وتجمعت كلماتي وحروفي
وكل تعابيري
لتقبلك وتلثم يديك
ووجنتيك و جبينك
وتمرغ وجهها تحت قدميك
لتهتف النفس بكل الرضا
بكل اليقين ..
كم أحبك
كم أحبك
نور الأدب (تعليقات الفيسبوك)
|