رد: رسائل أدبية في زمن المطر يكتبها عادل سلطاني و جمال سبع
دق الخريف .. ولم تزل سمفونية البوح تغزل موعدا للقاء المطر ، هكذا تفتح الأرض التراب لتسمع همس البذور للمحراث .. هكذا كانت طقوس المغارسة الأسلافية القديمة البيضاء .. كم أنهكتها المدينة الغول ، كم أرهقتها وأرهقتنا تغييرات العصر السريعة المتلاحقة ، أنهكنا عصر الصدى نسينا طقوسنا العتيقة تركنا البرنس ودفء المغازل والأسدية .. ونشاط الجدات حينما تفتح " التويزة" ذراعيها مرسخة معاني التكافل والتعاون والتآزر ..كل شيء تعلب أنهكنا عصر التعليب أيهذا المدهش الجميل .. تعبنا ياصديقى وكل صحارى الروح لم تعد تذكر أزمنة المطر .. لم تعد تذكر اخضرار أسلافنا البيض .. أين كانوا يدوزنون أوتار الحياة ويضبطون نوتات قديمة التقاسيم لإعادة عزف سمفونية الوجود .. كل شيء عدمي في عصرنا أيهذا القلب المحترق الأخضر .. لابارقة تلوح في سديمنا العدمي .. لا أمل إلا بقايا من حطام سرابي بعثرته العواصف على دروب القوافل .. أين القوافل أيهذا الجميل وأين حداء الرحلتين ؟ أين .. أين ؟ لماذا لم تعد طيور الخطاف تزين سماء الوطن .. لماذا لم تعد تذرع الفصول بحثا عن ربيع حلم لتزرعه كما الماضي زمنا دافئا مطيرا في أرض الأسلاف ؟
|