تلك المسافات الحائرة المكتظة بك ..
لست أدري كيف أعدّ فيها حجم الخطى ..
و أنا الهائمة ..
تحتلّني تقاسيم الضياء ..
لست أدري إن كانت الشّمس تلك التي أشرقت أم أنت؟ ..
و ماذا بعد ذلك ..
أأنتظر الغروب أم أهمس للشّمس كي لا تغيب؟ ..
قد يُعتقني السراب حين أكسوه بنظرة منك ..
قد تحيد عن مسارها الذكريات الباهتة ..
قد أندمل كجرح تمادت الأيام في شرحه ..
ذلك البعد الاحمق بيني و بيني ..
قد أحتاج للبرق كي أحيك ثوب عرسي ..
زمنا شاهقا بينك و بين خلودك الأبدي في شجني ..
أنت .. قصة أخرى أوشك أن أرسم تفاصيلها ..
بلون المغيب .. بلون صبري ..
بشفافية خرساء .. بذاك المطرود منّي عن دون قصد ..
أحتكر الّليل .. و فصلا إضافيا ..
لعليَّ أرسم شفتيَّ فوق خدود الحياة .. حمرة خجل ..
تفاتحني الأيام فيك و تسألني ..
فأخرس عن الجواب .. أبتدع الجواب ..
أمن وحي صمتي أذرف الماضي و أضمّك لطفولتي ..
لمحت وجهك حين تاهت عنك مسافة ابتسامة ..
عذرا .. لا تكفّ عنّي وجهك .. مسحة نور ..
طوّقتني .. سرّحتني .. أعتقتني ..
مزّقتني بين نسيان و رسوخ حدّ مزحة موت .. و حياة ..
لأنّك الحدس العابر حدود طيشي ..إليك .. موسم الإدراك التام ..
جديتي .
فإنّني المرأة الوحيدة التي تجيد استغلال الأنوثة ..
كي تربكك عن نفسك القاتمة ..
تمهّد لميلادك الجديد .. ملاكا
لأنّي القوة الّتي تترصدني ..
لأنّي الأنا الفاصل بين الجَلد و الاحتمال ..
فإنّك .. الجدل القائم بين ذاتي و ذاتي ..
لا الضدّ يثنيني عنك و لا الرّوح المتطابقة كيانا واحدا ..
تملكني باسم الصّمت .. باسم الصراخ ..
باسم الأمل القائم كسياج بيننا ..
لست أدري إن كنت سأكسره يوما .. أم انّه سيقتلني .. دونك
أم سأبقى الطريدة المنتشية باسم الحبّ المهجور ..