[align=justify]
تحياتي
فرق تسد
كنت كتبت كثيراً حول هذا الموضوع وأظن في الموقع ملف كامل كنت فتحته للنقاش بعنوان: " الأقليات العرقية والدينية "
لا شك أن التعصب مرض معدي أكان طائفياً أو مذهبيا أو عرقياً أو عشائرياً إلخ..
لكن كثير من الطائفية الموجهة ضد المسيحيين مصطنعة أو بمعنى أدق مصنوعة
لو تحدثت عما أعرف وما عشته
لبنان عاش حرب أهلية قوامها أو ظاهرها طائفي وجوهرها غير ذلك كما تعلم
مثل اليمين المسيحي الحاكم ( الطائفة المارونية ) طرف فيما انقسم الطرف الثاني وسمي كما نجده في التوثيق اليسار المسلم
والمقصود اليسار والمسلمين من لبنانييين وفلسطينيين، الطوائف المسيحية الشرقية كانت مع اليسار وحتى الأرمن انقسموا طاشناق مع اليمين وهاشناق مع اليسار.
التعصب تحت أي مسمى شعور بدائي من السهل إشعاله وتأجيج نيرانه ( غريزة أنا ) وكل ما يخص هذه الأنا / العنصري ويرتبط بها يمكن أن يتحول إلى ثور أعمى هائج خصوصاً عند الشباب الصغار في السن وعند الفئة الجاهلة في أي مجتمع
أثناء الأزمة لو كنت تقوم بجولة في القرى اللبنانية المختلطة من مسلمين ومسحيين، فستجد القرية تضع طوق تحمي به أهلها من الأغراب الذين قد يقومون بقتل أي من أبناءها من مسلمين أو مسحيين واسمح لي أن أتيح لك جولة في داخل قرية أعرفها وأعرف كل سكانها تقريباً وأصدق ما روي لي عن أيام الحرب الأهلية حيث ستجد كبار السن يجلسون مع بعضهم البعض على كراسي قش منخفضة يلعبون الورق ويحتسون القهوة ولا يفهمون معنى ما يجري خارج حدود قريتهم ويسمعون به من طائفية ولا يهتمون بمعرفته وستجد " الخورية " زوجة الخوري / كاهن القرية، تشمّس الكشك الخاص بأسرتها على سطح المسجد وستجد الكل يشاركون في الاحتفال في عيد السيدة ( كنيسة السيدة حتى بنات إمام المسجد يشاركن في شطف وتنظيف الكنيسة من أجل الاحتفال بعيد السيدة في 15 آب والشباب يزينون الساحات وينظفونها ويفرشون الحصر للاحتفال بعيد المولد النبوي إلخ...
لنأت على الجانب التاريخي، لقد قمت شخصياً بعدة أبحاث وتتبع أصول العائلات وما فوجئت به أن كثير من العائلات فرع منها مسيحيا وفرع مسلم ويعودون لجد واحد.
1- التعصب موجود وهو سمة بشرية والاشاعات تلعب دوراً كبيرا في مثل هذا المحن
2- التعصب عكس التدين والإيمان حتى لو ارتدى عباءته وتقمص مظهره
أدوات وسلاح التعصب وحقن فرق تسد موجود بكل آلياته قديمه وجديده وما ترسخ في كثير من النفوس وليس صعباً على من يريد زرع العداوة والبغضاء أن يفجر كنيسة هناك ومسجد هنا وقتل في مكان ثالث وعبارات تكتب مثل الموت لكيت والموت لكذا، ونحن نعرف أن حتى حكوماتنا المحلية كانت خلف الكثير من هذا وقد اتضح دور العادلي مثلا في تفجير كنيسة الاسكندرية وغيرها وما يجري في العراق المنتهك كليا والمدمر والذي يغير ديمغرافا أمر وأخطر
نعم هي الحكومات الفاسدة ونحن كمسلمين مثلا نعرف أن كثير من الفرق التكفيرية التي تخرج تحت لواء ما يسمى بتنظيم القاعدة المخترق والموظف عالمياً فرقه المحلية مخترقة بالتالي وموظفة من الحكومات المحلية ودائماً لتصدير الأزمات وتنفيذ المهام القذرة وتحويلها لسلاح محاربة الإرهاب وما هذه المحطات التي تحدثت عنها إلا في السياق حتى بات التجارة في هذه المسائل أربح أنواع التجارة ( أمة يراد لها أن تتفكك وفساد يستثمر وحكام يحافظون على كراسيهم بضرب اتحاد الشعب )
الأصولية الدينية ليست صناعة حديثة فقد أعاد إحيائها النظام العالمي في الغرب أولا لدعم بعض الحكومات والتخلص من بعض الأشخاص من جهة وإنقاذ أشخاص من جهة أخرى من مساءلة الشعب إلخ.. )
من أقدم هذه التنظيمات الدينية التكفيرية والتي درسوها واستقوا عنها كل هذه الفرق التكفيرية فرقة " القناؤون " الدموية والغريب المتطابق في الاقتباس أن هذه الفرقة القديمة شعبة من الفريزيين ( المذهب الأكبر ) وكلمة " قنّاء " تعني الغيور أو صاحب الحمية ، ولا مجال هنا في التوسع بالحديث عنها وكيفية اقتباسها وصناعتها واستخدامها
قديما وحديثا ودائماً يستغل الدين من جانب المستعمر وينصر فئة على فئة لإثارة العداوة والبغضاء
- لقد نصر العثمانيون المسلمين السنّة على باقي الطوائف والمذاهب وصنعوا البغضاء ضدهم
- حاولت إيران جعل قبلة الشيعة إيران وولائهم لها قبل بلادهم
- جاء الصليبيون بحجة مقدسة وما زال الغرب المستعمر يمتطي حجة حماية مسيحيين الشرق ، ولهذا مطلوب استهداف المسيحيين العرب وإيذائهم وهدم كنائسهم وحتى تهجير قسم كبير منهم
في المشروع الصهيوني مطلوب أن تتحول القضية من قضية وطن إلى حروب دينية بين مسلمين ويهود ، والمسيحي الفلسطيني يشكل خطورة على هذا المشروع لأنه يخلق توازن بعيدا عن مفهوم الحرب الطائفية بين اليهود والمسلمين ( الناس العاديون في الغرب معظمهم لا يعرفون شيئا عن الفلسطينيين المسيحيين ويظنون أن المشكلة فعلا بين مسلمين احتلوا فلسطين ويهود يودون استرجاعها لهم وللمسيحيين - يعني - ليست قضية وطن
هرمجدون والحرب المقدسة يروج لها كثيرا
الخلاصة
في العالم العربي الحرب الدينية والحروب الطائفية مطلوبة في مشروع الشرق الاوسط الجديد وتأمين " إسرائيل "
الحديث طويل ومتشعب ويستحق الكثير جداً من التوسع والنقاش ويمكننا أن نكمل ما استطعنا
عميق تقديري
هدى الخطيب
[/align]