رد: المسيحيون في الشرق: هل هم المشكلة او الغطاء لمشكلة الانظمة الفاسدة؟!
استاذتنا هدى الخطيب
لم اكتب لأنفي ما تؤمنين به وليس هذا دافعي ان انكر على الآخرين عقائدهم. قرات ودرست القرآن ضمن دراستي للفلسفة وموضوع الديانات ... واهتممت بالفكر الاسلامي والتاريخ الاسلامي والحضارة الاسلامية .. ولكن ما طرحته هي دراسات اقنعتني أكثر من الفكرة الإلهية.. ولي الحق ان أقتنع بفكرة ما وان لا اقتنع بفكرة أخرى. منطلقاتي لا دينية، من قناعاتي ولكن ليس عداء للدين ، وانا حفيد لكاهن ولبيت متدين وجدي دفعني لعدم اعتماد ما يقوله اذا لم يتوافق مع تفكيري وان لا أقتنع بما اسمع بل بما اصل اليه من نشاطي الذهني الذاتي ويبدو لي انه دفعني بشكل غير مباشر الى أن اكون أكثر تحررا كشاب من سائر ابناء جيلي من الارتباط بفكر ديني ما.
انتقدت تصرفات كثيرة واجهتها تحت مظلة الدين لدى اليهود والمسيحيين والمسلمين او الأصح الادعاء الديني ،ولن اتردد مستقبلا في ذلك. واطلاقا لا يمكن ان يجد القارىء أي تحريض ديني بقلمي بل نشاطي كله منصب للتفاهم وبناء الجسور العقلانية على قاعدة حرية العقائد وحظر التحريض.
موقف الذي ذكرته جاء في دراسة لباحث اسمه موسى الحريري بكتاب عنوانه"قس ونبي" ودراسات اخرى مختلفة لمفكرين عرب تملأ الفضاء الألكتروني... حتى طه حسين في كتابة عن الشعر الجاهلي يطرح شكوكا يمكن ان تنسحب على كل التاريخ العربي المسجل
ما يقلقني في الحوار هو توقع المحاور ان احمل نفس قناعاته .. بالطبع انا متنبه لمحدودية الحوار في مجتمع متدين،وخاصة المجتمعات العربية ، ولنفي حق الاختلاف حول العديد من مسائل الديانات كلها .وتضييق مساحة الحوار على العموم... وتقليص المواضيع المسموح ان تطرح.طبعا في واقعنا الخاص والكئيب سياسيا نتمتع بحريات واسعة جدا رغم كل التضييق العنصري والحرمان من الحقوق المتساوية.
اقدر لك تنورك ، وهذا ليس من اليوم، بل دائما عرفت اتساع حدود التنور عامة في هذا المنتدى... وطبعا هناك قيود لا اسمح لنفسي بتجاوزها. ولكن هذا لا يعني اني اقبل قناعات الآخرين الدينية..لا اعني دينا بعينه ، بل انا ناقد حاد للمسيحية واليهودية ومقالاتي غير مخفية، كذلك في قصصي ...ليس عداءا للمسيحية في هذه الحالة، انما رفضا لنفي الفكر لحساب التلقين وسيطرة فكر الخوارق والغيبيات التي لا تقنع .وهي الظاهرة المسيطرة في كل الديانات على الاطلاق.. وحسب مفاهيمي ومفاهيم الكثيرين من المتدينين التنويريين تشكل ظاهرة سلبية في رقينا وتطورنا.
قناعاتك لا تعني قناعاتي.كما لا اصر على قبول ما تشكل في وعيي عبر تجربتي الحياتية والدراسية، لا ارى اني ساغير قناعتي لأنها تتناقض مع آراء أشخاص اعزهم واحترم تنورهم ونشاطهم الثقافي الابداعي الراقي، ودأبهم على الرقي بالثقافة العربية والفكر العربي...
وعبر كل سنوات نشاطي في المنتدى لم اجد الا الانفتاح الواعي العقلاني ...وتنظيم اختلاف الرأي وهو الأمر المميز لكل من ينشد خير المجتمعات العربية ورقيها.
آسف اذا فهم موقفي نفيا لقناعاتك..
|