رد: الأب القاتل نبحث له عن محامي يتولى الدفاع عنه
بعدها صمت الب وانتحى جانبا وتقدم أحد دفوع نور الأدب
سيدى الرئيس
السادة المستشارون
حين خلق الله الكون وأراد تعميره أودع فيه آدم وأودع فى آادم حب الأبناء حتى يتم تعمير الكون واستمراره ولذلك كانت محبة الأبناء أهم ما يشغل قلوب الآباء وليس من المعقول أن يقتل الأب ابنه أو تمتد يده وإن امتدت ترتعش وتععود للوراء لأن نهر الحب فى القلب يفيض فيملأ الجباه بالعرق ويمنح اليد الارتعاش ويهزم الغيظ فى النفوس ويتحاور الدم فى عروق الابن والاب لانهما من نهر واحد فيكونان كشاطئ نهر يتدافع موج الحب بينمها وإذا ما لامس أحدهما رده برق إلى الآخر رغم ثورة الغضب فيحار الحب على أى شاطئ يرسو
فهل يعقل ياسيدى أن يقتل الأبا ابنه بهذه السهولة ؟
لكننا الآن أمام تجربة وقعت وجريمة حدثت جريمة لاتشبه ما فعله قابيل وهابيل مؤسسا أول جريمة فى الأرض لأنه بين رحم متصل وجذع له فرع ممتد فكيف تقتل الجذوع فروعها وهى التى تباهى بها بين الأشجار؟
دعونا حضرات السادة نسأل أنفسنا لماذ قتل الب ابنه؟ وأى جرم حدا بحانا الأب إلى الجفاف حد القتل ودعونا نتذكر قصة الخضر مع موسى وكيف كان الخضر يهدم ويبنى ويقتل ويحمى دون مبرر منطقى دفع واعية موسى ان تمزق عقد الرفقة وتتجاوز الشروط وتغرق فى الدهشة والأسئلة القلقة والحيرة المميته لكن حين جاء تفسير الخضر لموسى عن الحوداث اللامنطقية بطلت الدهشة وانقضت الحيرة لان الخضر كان يعلم ما وراء سجف الغيب ويستشرف المستقبل وهنا لابد ان نخرج الى المستقبل المؤسس على الحاضر والطالع من الماضى فالخضر حين قتل الغلام كان قد قرا الماضة وتأمل الحاضر واستوعب المستقبل فقتل الغلام لان ابويه صالحين وهو كافر سوف يقتلهما وينشر الشر فوأد الشر فى مهده
من هنا فالماضى يرسم جحود الغلام وقهره لوالده والحاضر يقر الشر النبت الصغير الذى استعصى على كل صلاح وتجاوز حدود النصح وتطاول على القيم الدينية والتربوية وهو لا يزال العود اللين فكيف به اذا اشتد عوده وصار يملك القوة سوف يملأ الهواء شرا والارض فسادا والعضو الفاسد قتله فى مهده فيه حفاظ على مستقبل آمن وحياة مستقرة من هنا لابد أن نزيل من طريق الانسانية كل عضو فاسد غاصب قاهر للضعفاء ومن هنا فلم يكن قتله بالأمر الهين على الأب الذى يجرى فى دمه تيار اخلاقى تربى عليه قضحى بابنه ليضمن سلامة قومه وأمن محيطه وقد كان ابراهيم عليه السلام يضحى بابنه ليضمن رضا ربه
حضرات السادة كل تجارب الترايخ تحمل النقيضين الحب والقتل النمو والوأد وايهما أنفع كانت البشرية تقضى به فالالنسان قتل فى الطبيعة عنفوانها ليحيا بها والاب قتل ابنه ليضمن استمرار حياته وبقاء مجتمعه
هذا والله من وراء القصد ولربما ضارة كانت اكثر مفعا فى عيون الكثيرين
ولما انهى السيد / عبد الحافظ بخيت مرافعته جلس فى المقعد المخصص له ليأتى مدافع آخر من أعضاء نور الأدب ليعرض للقضيه وما زلنا فى انتظاره
|