عرض مشاركة واحدة
قديم 10 / 07 / 2012, 54 : 03 PM   رقم المشاركة : [5]
خيري حمدان
أديب وقاص وروائي يكتب القصة القصيرة والمقالة، يهتم بالأدب العالمي والترجمة- عضو هيئة الرابطة العالمية لأدباء نور الأدب وعضو لجنة التحكيم

 الصورة الرمزية خيري حمدان
 





خيري حمدان has a reputation beyond reputeخيري حمدان has a reputation beyond reputeخيري حمدان has a reputation beyond reputeخيري حمدان has a reputation beyond reputeخيري حمدان has a reputation beyond reputeخيري حمدان has a reputation beyond reputeخيري حمدان has a reputation beyond reputeخيري حمدان has a reputation beyond reputeخيري حمدان has a reputation beyond reputeخيري حمدان has a reputation beyond reputeخيري حمدان has a reputation beyond repute

رد: الأب القاتل نبحث له عن محامي يتولى الدفاع عنه

سيدي القاضي، السيد المدّعي العام، السيدات والسادة المحترمين
اسمحوا لي قبل الترافع والدفاع عن موكلي أن أعود بالذاكرة إلى الوراء قليلا، علمًا بأنّ موكلي أسرّ لي بالكثير. بعضه مقنع والآخر كذلك.
قد يشير البعض بأصابع الاتهام إلى موكلي بصفته قاتل من الدرجة الأولى، لأنّه قام بعملية القتل عن سابق إصرار وكان بكامل قواه العقلية حين نفّذ هذه العملية! من وكّله، من أعطاه الحقّ بالقيام بذلك؟ أنا أيضًا أتساءل، أريد أن أضع النقاط على الحروف. جميعنا يدرك بأنه لا يوجد من يمتلك حقّ انتزاع الروح من الجسد سوى خالقها وبارئها، وبعد إجراء محاكمة عادلة. نعم، كلّ هذا صحيح. ولتعلموا يا سادّة بأن موكلي حقيقة (صرخت بكلّ ما أوتيت من قوّة) قد أجرى هذه المحاكمة. وتوصّل إلى هذه النتيجة، بعد تمحيص كافّة الجوانب والاحتمالات. هل تعتقدون بأنّ هذا الرجل يسعى لتخليص جسده من براثن المحكمة والقصاص؟ لا فهو أشجع مما تتصورون. هو القادم في نهاراتنا حين تهربون بعيدًا عن المكان، خوفًا من تبعات تأنيب الضمير.
لكن دعونا نعود ثانية إلى صلب القضية. لسنا بصدد استعراض القضية معكوسة كما فعل دوستويفسكي من قبل في روايته "الجريمة والعقاب". المعني هنا هو هذا الرجل المكلوم بقتل ابنه بيده، هذا الرجل الحكيم الذي فعل ما فعل بعد أن استيقظ ضميره في وهلة من الزمن. اعذروني فقط أطلت عليكم، لكن وسائل الاتصالات والمعلومات المتاحة في فضاء الانترنت سمحت لهذا الرجل بالاطلاع على الكثير من الأسرار. قال لي موكلي بأنه عاد ذات يوم إلى البيت، فوجد جهاز حاسوب ابنه يعمل. جذبه الفضول لمشاهدة نشاط ابنه في هذا العالم الافتراضي. أتعرفون ما وجد في علبة السحر هذه. وجد الكثير من صور المناضلين والنشطين في القرية والمدينة، وجد أسماء الكثيرين من الذين وهبوا حياتهم لمكافحة الاحتلال! كافّة هذه المعلومات كانت في طريقها لأجهزة الأمن المعادية. نعم كان على وشك أن يرسلها، لأنّني وجدت مثيلاتها من المعلومات محمّلة في بريده الالكتروني. لهذا قرّر أن يقوم بهذه الخطوة الاحترازية. حين قام بقتل ابنه بالطريقة التي تصفونها بالوحشية، تمكن من إعتاق الكثير من الشباب والشابات من خطر التنكيل والاغتيال. ثم قام موكّلي يا ساد ة يا محترمين بمحي وشطب كلّ شيء من الحاسوب والأماكن الدفينة التي يمكن ان تتواجد فيها هذه المعلومات. ليس هذا فحسب، لقد قام باستئصال قلب الحاسوب ((ذاكرته)) وأشرف بنفسه على حرقها وتدميرها نهائيًا.

هل تعتقدون بأنّه مجنونًا أو وحشًا؟ هههه. لا يا سادة، هذا رجل فاضل والتاريخ يشهد على الكثير من هذه الأمثلة. إنّها تضحية مقابل أضحيات. والآن اسمحوا لي أنا الموكل من قبل نور الأدب الأديب خيري حمدان للاستماع إلى مرافعة محامي آخر. فقد سئمت نظرات التحدّي والاتهام في عيوانكم.

خيري حمدان غير متصل   رد مع اقتباس