مَطَرُ أيّار
مُكَوّناتي اليَومَ دافِئَة بِرَغْمِ المَطَر
تَساقَطْ، أهطُلْ يا مَطَرْ
لا تَخْجَلْ
فَعَيْنُ الشَمْسِ غابَتْ خَلفَ سُحُبكْ!
مُصادَفَة مَطَرُك يا أيّار،
هي الفرصة لأركض حافيًا
لأنّي،
أعاني من قيود المكاتبية،
أعاني من براءة المكان.
يرفضُ البحرُ الاقترابَ أمتارًا أكثَرْ،
يخشى شواطئه والرمال،
يَخْشى الغِوايَة!
قد تقفزُ حوريةٌ مِنْ عُمْقِهِ،
تَسْعى نَحْوَ مَقْهى
على الساحِلِ الدافِئ،
يَصْدَحُ مِنْ جوفَهِ جازْ.
والعودُ تارةً يَطْغى حُضورُهُ عَلى
شاطئٍ دافئٍ بَعيدْ!
حوريَتُكَ يا بَحْر ساذجَةً،
تَعْشَقُ غِوايَةَ المَكانْ
تَبْحَثُ عَنْ سيجارَةً لا تُطْفِئْها
الأمْواجُ،
تَبْحَثُ عَنْ مُغامَرَةٍ،
لِهذا، لَمْ أعُدْ أخْشى أمْطارَ أيّار،
لكنَها
بارِدَةً بارِدَة!
كَيْفَ لي أنْ أخْلَعَ ما تَبّقّى مِنْ حُبورِي؟
كَيْفَ لي أنْ أعْشَقَ دونَ شُروطٍ مُسْبَقَة!
تَساقَطْ لا تَتَوَقَفْ عِنْدَ حُدودِ الفَيَضانْ،
لَدَيّ المَزيدَ مِنَ الأنْهُرَ الكثيرْ
جَميعُها قادِرَة عَلى احْتِواءِ
نَزْفِ أيّارَ وأكْثَرْ.
فَمُكَوّناتِي اليومَ دافِئَةً، رغْمَ فَضاءاتِ
المَوتِ والحَياة.
نور الأدب (تعليقات الفيسبوك)
|