رد: مسرحية هزلية وسيوف خشبية
مساء الخير أخت ميساء
ياسيدتي في عصر كثرت فيه التجاذبات وتعقدت وتشابكت المصالح وطغت فيه الأهواء ، غدت مهمة البحث عن الحقيقة وإماطة اللثام عن النوايا الحقيقية والصفقات التي تتم في دهاليز وأروقة السياسة ، ومراكز صنع القرار مهمة شاقة يكتنفها الكثير من البحث والتقصي والتمحيص بغية محاولة فك رموز كيمياء السياسة ومعادلاتها السرية ، فضلاً عن قراءة مابين السطور لكشف المستور. وبعيدا عن التعصب والمهاترات والجدل البيزنطي للوصول إلى جوهر الحقيقة بعقلية مستنيرة وتفكير منطقي قائم على التحليل الموضوعي ، تقتضي الأمانة العلمية دراسة معطيات الحالة السورية والنتائج المستخلصة بعقلية منفتحة وبعيدا عن الشتائم وكيل الاتهامات.
وللوصول إلى الحقيقة بمنطق وأدوات تحليلية موضوعية يجب على الباحث أن يقف على مسافة واحدة من جميع الأطراف وبدون أي تعصب أو تحزب . وقبل أن أسترسل أقول هل من العدل والإنصاف أن نساوي بين الضحية والجلاد؟
وحرصاً مني على عدم الدخول في متاهات وتجنب الإتهامات وللحفاظ على المصداقية ، سوف أطرح بعض الأسئلة التي تدور في خلد الجميع.
من ذبح المقاومة الفلسطينية في لبنان ؟ ماذا عن جبهة الجولان؟ من ارتكب المجازر المروعة في سجن تدمر في الثمانينات ومجزرة جسر الشغور ، ومجزرة حماة الشهيرة التي راح ضحيتها عشرات الاَلاف ؟ من حول لبنان إلى فوضى ونشر فيها الدمار؟ من كان يتحكم في لبنان ؟ أليست المخابرات السورية؟
هل كان هناك في وقتها متاَمرين ومندسين لكي نتهمهم ونبرئ النظام؟ من فرق شمل المقاومة الفلسطينية وزرع الفتنة بين جميع الفصائل؟
من كان يصدر الإرهاب إلى العراق؟
من قام بسحق وقتل جميع أطياف المعارضة وإيداعهم السجون الثورية؟ من قام بقلع أظافر الأطفال وتعذيبهم بوحشية ؟
من يقصف القرى والمدن الاَمنة ويمثل بالجثث؟ لماذا كانت ومازالت جبهة الجولان أبرد منطقة في العالم؟
كيف يمكن أن نساوي بين الضحية والجلاد؟ هل هذا انصاف وعدل ؟
من يتاَمر على من ؟ من يقف مع النظام ؟ أليس العالم برمته يتاَمر على هذه الثورة دفاعاَ عن اسرائيل؟
وأخيراً ماذا نقول للأمهات الثكالى والأطفال الأيتام ؟
هل نقول لهم بأن الشعب السوري يتاَمر على بلده ؟ وأن النظام مغلوب على أمره وبذلك نعطيه مبرر لمزيد من القتل؟
هل نخبرهم بأن الشعب السوري صاحب أقدم حضارة قد تحول فجأة إلى مجاميع من الرعاع والذين يسهل التغرير بهم ؟ هل يمكن أن يبيع الشعب السوري شرفه مقابل مال العالم كله؟
لماذا يجب على الشعب أن يخرس ويتحمل كل تلك العقود من القهر والبطش؟ وعندما طفح الكيل وثار أصبح إرهابي ؟ لماذا ندافع عن الأنظمة القمعية بهذه الحماسة ؟ ألا يحق للشعوب أن تثور ، أم هو حرام على الشعب السوري؟
هل سوريا بلد ديموقراطي ونحن لاندري؟ هل أصبح النظام يحب الحرية ؟ ألم يغير الدستور في غضون دقائق من أجل سيد الدار الجديد ؟ هل هذه هي الحرية التي تتكلمون عنها ؟
أبناء جلدتنا يذبحوننا ويهدرون كرامتنا ويجب أن لاننبس ببنت شفة فنحن كما يقولون دولة ممانعة وبالتالي لاصوت يعلو فوق صوت المعركة. سنوات طوال ونحن نستقطع من قوت أطفالنا لنبني هذه القوات ليوم المحن.
جزماتهم العسكرية تدوس وجوهنا وجباهنا وتترك أثرا عميقا وجرحا لايندمل ويجب أن نسكت فنحن دولة ممانعة والوطن مستهدف. نقتل بدم بارد وتمتهن كرامتنا ويجب أن نسكت فنحن مندسون ولا نستحق الحياة !! كيف نجرؤ؟؟؟
مع خالص الود والتقدير
|