أتربّع على جزء مرسوم من شفتيكَ
قصيدة ًلا تحدّها لغات و لا مدن
تَمَرَّسْتَ الشّعر من تقاسيم وجهي
حوريةً تنازلت عن كلّ اعتبارات التمرّد
تنتابني لعنات شقاوةٍ حرفية
كلّما غاب المساء في حتمية السّكون
أتمرّد .. أشي لدمعتي أنّك الحدّ الفاصل
و أنّي أتمّم سلسلة الّلعنات
ما كان يهمّني التماسات الشّفق أن أشفع لك
ما كان يهمني الصوت المنبعث من شرقك مموسقا كقصيدة
ما كانت تهمني امرأة تراشقت خيوط العنكبوت
حتّى انطلت على كتبي .. تحلّ الحروف عنك
و تفضح ألغاز انتماءاتي الكثيرة
ما كان يهمنّي غيرك بعد أن أفاقت عنّي
ثوبا أسودا مرسوم الاتجاهات الأربعة
لو أجدك عند حافّة شرقي قادما لوهلة
تمرّر فوق الجبال من أنفاس سيجارة دافئة،
بقطرة مطر لملمتْ أنينها على صوت عقارب الشّمال ..
عن موسم إيذاني بأنّ الشّمس الراحلة
قد تعود ممطرةً .. تطاردني
أينما حلّ الغروب .. و تشهق فجرا
فوق نافذتي بتفاصيلك الجديدة ..
تتعهّد أمام الجدران الصامتة ..
بأنّك اللّوحة الوحيدة الّتي تشغل سريّة الجدران
و أنّك المرسوم من بقايا الكتمان ..
بألوان الطيف البنفسجية ..
كأشعةٍ قاتلة ..
***
أيّها الفجر الطالع من عمق القصيدة ..
أهديك رحلتي الخريفية حتّى تعبر مسافاتك شعرا ..
كلّ التقدير لك أخي ..