الرسم بالشفاه
رسمتكِ بشفتيّ
رسمتكِ، جمّلتكِ بدفق القبل
خلقت منكِ لوحة
بجيناتي، ببقايا الرصاص
في دمي
نزعت قلبي من سجنه مرفقًا
بباقة من القرنفل ودعوة
للمضيّ نحو مدارات
عذراء
لم يطأها عاشق أو قصيدة
بيكاسو والمدينة
تهيّأ لي ذات يوم، أن
بيكاسو مرّ من هنا
لم يحمل فرشاته بيكاسو
أو ذاك الذي تقمّص
سريرته
استبدل الفرشاة ببندقية وسيف
من خشب
كان يجرّ من خلفه جيشًا
ومدافع
وحريق!
لم تعجبه بيكاسو مدينتي
هذا شأنه طبعًا
غير أنّه أشعل النار في أنحائها
أشعل النار في أصولها في مكتباتها
في جدائل العذراوات من نسائها
والأرامل الحسناوات والمسنّات
لم تعجبه أنوثتهنّ
لم يترك حجرًا دون أن يقلبه
حرق ما تبقى من شوارب
الرجال
ثم جلس على العشب
وأشعل سيجارة
ابتعد الغريب ..
ترك من خلفه
لوحة سريالية
قطعة فنية من جهنم
أسماها البعض مدينتي
بكى .. بكى بيكاسو!
حين رأى فرشاته قد تلّطخت
بأشلاء المدينة.
عرفان
شكرا لحضوركِ ولغيابكِ شكرًا،
شكرا لثقتكِ ولخياناتكِ شكرًا،
شكرا لهدوئكِ ولاحتراقكِ شكرًا،
شكرا لكِ يا أنتِ
لأنّكِ اختصرت نساء الدنيا
في ابتسامة،
ووشمٍ يرنو نحو الشمس
تحت الخدّ
فوق الشفة اليسرى،
شكرًا لكِ يا أنتِ.
شكرًا.
نور الأدب (تعليقات الفيسبوك)
|