يوم كنتُ غائبةً .. يوم كنتُ حاضرةً
يوم كنتُ بين فكيْ الحضور و الغياب
بين عقاربها عقدتُ الرّهان على أن لا أحب
كنتَ الثانية الوحيدة الّتي لم تفق لها كآبتي
لم يتخذها الخريف حلما شاحبا
أتذكر أنّي خبّأتك في ردهة صمتي
حيث لا تأبه الطيور بغيرك ملهمًا
تتخلّى عن تغريدها و توقّر طلّتك من فوق الشجن
حان موسم سباتي و النّوافذ مفتوحة على مصراعيك
تهبّ تارةً ريحا تجتثّ منّي كياني
تارةً، تستتبّ الشّعور في ذاتي أحجية لا خلاص منها
تعتريني في ساعات الإرهاق .. كياسمينة
تدندن شذاها عطرا شاعرا ..
أنقلبُ إلى قصيدة تهافت عليها المطر
تحاكمني قوانين العشق القديمة،
أخضع للغة الدفاتر القديمة،
أكتبك .. هامشًا على أحد الدواوين القديمة،
و أدوّن تاريخك الجديد .. حين يتوقّف الزمن،
أيّها العتيق المطارد بصمتي ..
قبلك ما كان يحلو للشعر أن يستوطن الشّرق
بعدك، لا يجوز أن تضيع عنّي لغتي
لألف قرن قبل ميلادك بدرا فوق جبيني
قيودا جديدة تحدّها الانهيارات
و العهود الملفّقة شعرا ..
أبحث عنك .. في كتب التاريخ
الآن، لم يعد ينطبق على ذاكرتي المحذوفة إلّا منك
أتفقّد ذاتي .. بين كلّ الرهانات الزمنية
يخضع لك الحرف بسهولة لأنّك اللّغة الّتي تقيده ..
لأنّك رسمه الدائري المشفّر
السيّد ال .. كريم
كلّ التقدير