رد: انفجارات
[align=center][table1="width:95%;background-color:white;border:4px groove black;"][cell="filter:;"][align=center]غدا سيأتي أيلول ،،وتصفر الدروب ،بينما تزهر أملا تحت وقع خطا الطلاب إلى مدارسهم وجامعاتهم ومعاهدهم
بحزن حجمه هذا الكون ،جلست أم محمد على ضفة ترابية ،في حلب بإحدى المقابر الجماعية
تحمل رقمين بين يديها ،رقم اكتتاب محمد ،ورقم جثة محمد
نجح ابنها في الثانوية العامة ،بمجموع يؤهله الإنتساب لكلية الهندسة ،حلمه كان وحلمها ،،كان شهر تموز بعيد جدا ،والإنتظار صعب ترقب ورجاء ،أمل ويأس
حضر تموز ،ولخص حكاية الكون بلون واحد أحمر ،بينما تُعلن نتائج الثانوية العامة في سورية ،كانت الأمهات تعد الأكفان لأبنائهن
على غفلة من الزمن ،سُرقت ضحكات القلب الحنون ،واغتصب الأمل بغد زاهر بهي ،،وحلم أيلول دُفن ،والتحت الدروب اصفرارا والما لما بعد قدوم أيلول
وهاهي باكية أم محمد تجد ابنها راقدا بين الجثث إنه رقم ابنها ،تلك الجثة الملائكية ،،التي رقدت بهدوء لجانب جثتين ،،صرخت بعفوية محمد انهض
لقد نجحت يا ابني
سقطت من يديها تلك الورقة التي حملت رقمين لمحمد ،بينما بدأ الرفاق بالتكبير ونثر التراب فوق الجثث المتراصة
قفز قلب الأم لجوار الابن الفقيد ،وسط صراخ وأنين وحسرة وألم لن يداويه أي طبيب
جاء تموز ،ورحل تموز ،آخذا معه محمد ،ورقم نجاحه ،طاويا حلمه ،وحلم والدته
هكذا نكهة النجاح صارت في سورية
وغدا عندما سيأتي أيلول ،ستبكي أمهات كُثر غياب الأبناء
وستبكي دروب أيلول خطا الطلبة ،بينما الأرض تستقبلهم إما أوفياء ،وإما أشقياء
هكذا هي حكايات الشباب صارت في وطني
وهكذا حال الأُمهات فيه
وجه شبه ما بين ألم غزة وألم وطني
بينما الفارق كبير جدا
[/align][/cell][/table1][/align]
|