ما كان ينبغي أن تبرح أمنيتي الأخيرة ..
و قد أنفقتُ نصف دهرٍ في ترتيبها،
وفقَ أنسجتي، وفق مزاجي ..
يؤرّقني الرّحيل الممتدّ بين دفتريْنَا ..
كلُّ الأشياء تأبى الحضور،
حتّى قطعة الحجر الّتي دُستَها و أنت الفارُّ من قصيدتي،
حتّى رصيف الخريف الشّاحب إلّا من وجنتيّ ..
المطر الأخرسُ يتكلّم فوق جسدي،
يَسكُنُنِي برهبةِ الغروب،
و الشّمس لا زالت تكابِدُ السَّماء حاسّتها
لا زال الصّقيعُ يبلّل شفتيَّ،
لا زال الشّتاء يُحدِثُ فوق الدّفاتر فوضاه،
أنتظر .. !!
بعد موسمين من رحيله،
و نفسي عقيمة .. كأيلول و الشّجر،
أبعد حزني .. ؟ تتّهمني بالشّجن
و أنا المنحوتة الإغريقية للشجن
المداد يشكو بثّه لدفتري القديم،
و أنا العنيدة .. أترصّد قصيدتي..
غريقةً لا تستوعب شيئًا من قدرها..
أتحرّاك قمرا يغادر مقر نفْيِه،
أصفعُ زرقة المساء .. بنصفِ كفّي،
كي أتقاسمك في جنح الّليل ..
عدتُ بعد أن تمثَّلَتْ لي المدينة،
يمضي حيثُ اشتعلتْ حمرةُ المساء ..
قصفاً .. عزفاً متحضّراً للموت
كلّ ما فيك يذكّرني بشرقيّتي،
بفارقِ السّلم و الدّمار ..
مسرى الرّماد حين يلتقمُ المطر ..
و يَعزفُ وجعي التهاباً جديداً،
أبحثُ بين اشتعالاتها الكثيرة،
عن حرف يجيد تقليد رسمي فوق الدّخان ..
عنّا ..
***
الشجن هو الوحيد المتبادل و الموجود
و المتواجد دائما .. يحتاج فقط أن نكسره من الحين للآخر
***
أخي الغالي كريم ..
لروحك الياسمين و الزهور