من مذكرة نورس مغناوي *30*
الأسبوع 30:
الأحد 22 جويلية 2012 على الساعة 10.45 بمغنيّة
مُحاصَراً بالأماني جئتُني الألِفا
إلى مآسِيَّ مفتوناً و مُنعطِفا
سقطتُ حاءً على طين ابتسامتِها
لأُمسِكَ الباءَ غصناً مُتعباً خرِفا
و ما وقفتُ لها حبّاً تُشكّلُني
من دمعةِ الشوقِ..من صمتينِ..مُختلِفا
و إنّما وقفَ التاريخُ داخِلَنا
يمتصُّ ذاكرةَ الأحزانِ مُرْتشِفا
فلا تصبّبَ نسيانٌ يُبلّلُني
إلا أتيتُ ضفافَ الأمسِ مُعترِفا
كمْ سِلتُ عُمريْنِ من ينبوعِ أمنيتي
و اليومَ عُمْرٌ بحجمِ الموتِ قدْ حُذِفا.
الإثنين 23 جويلية 2012 على الساعة 06.12 بمغنيّة
خفّاش الكبت
شِعري الذي يبتني الألفاظَ أعشاشا
أخرجتُهُ من عروقِ الليلِ خُفّاشا
أطلقْتُهُ في سماءِ البوحِ مُنتشياً
شوقاً و عشقاً و ألواناً و إدهاشا
حتى إذا ألبسَتْهُ الأرضُ شهوتَها
قالتْ بآبئُهُ الخرساءُ إجْهاشا
فالجرحُ أنْ يبصرَ الأيامَ ذابلةً
ترجو بمنْ ينفخُ الأحزانَ إنْعاشا
و الموتُ أنْ يضحَكَ الصبحُ الشقيُّ له
و الضوءُ يعزِفُ لحنَ الحبّ رشَّاشا
فليسْالِ الكهْفَ عنْ نزْفِ الظلامِ و عنْ
سرٍّ تُذبِّحُهُ الدنيا و إنْ عاشا.
الثلاثاء 24 جويلية 2012 على الساعة 16.34 بمغنيّة
أنصبُّ حبراً مضيءَ الأمنياتِ على
كفِّ الكلامِ لعلّي كنتُهُ الجُمَلا
ذا شاعرٌ صِرتُهُ معنىً يُشاكِسُني
مذْ أتعبتْهُ القوافي في غياهبِ "لا"
كمْ سلّ قافيةً من جوفِ قوقعَتي
حتّى تلألأَ بوحي يستفزُّ عُلا
الآنَ يرسُمُ بي وجهَ القصيدةِ في
جدرانِ ذاكرةٍ تسمو بمنْ سألا
هل يستفيقُ حنينُ الوقتِ يا لُغتي
و العُمْرُ فيكِ بهمسٍ دافئٍ ثمِلا؟
ما أيقَظتْ عطرَها الأحزانُ في دمِنا
إلا و ماتَ نداءُ العشقِ أو ذبُلا.
الأربعاء 25 جويلية 2012 على الساعة 11.40 بمغنيّة
للماءِ ذاكرةُ النهر البعيدِ و لي
نسيانُ وردِ الحكايا في رُبى الخجَلِ
فالماءُ يعشقُني طيناً لأمنيتي
حتّى إذا صِرتُهُ سِرنا إلى الأزَلِ
سِرنا مرايا الهوى في ظلّ وشوشةٍ
تخضرُّ بينَ فيافينا يدُ الوَجَلِ
تحْمَرُّ كثبانُ أحزانٍ و توقِظُنا
في واحةِ الهمسِ شِعراً بارِدَ الجُمَلِ
يُلقي بمهجتِهِ نرسيسُ داخِلَنا
كيما يُنرجِسَ فينا نغمةَ الأمَلِ
سيزيفُ أنصِتْ فما تشّشَقّقَتْ بِدَعٌ
إلا و كُنّا خريرَ العُمْرِ للأجَلِ.
الخميس 26 جويلية 2012 على الساعة 19.43 بمغنيّة
عناوين أمّ
أمّي و تبلُغُ منْ عُمْرِ الكلامِ صدى
مذْ هدهدتْ حلُمي الورديَّ فاتّقَدا
فيها تبسَّمَ خيرُ الله فانسكَبَتْ
أنوارُهُ تُطفئُ الأحزانَ و الكمَدا
كمْ البسَتْني لحونَ الصبحِ ضاحكةً
حتّى مُعوّذتَيْها في خيوطِ ندى
كم أدخَلَتْني بيوتَ الشِّعرِ نظرَتُها
كيما أخُطّ على دربِ القصيدِ هُدى
فهْيَ الحياةُ صعوداً نحوَ ذاكرتي
تمشي و تنثُرُ مِنْ تِحْنانِها الجلَدا
يا رُبَّ حبٍّ تضُخُّ الآنَ أعذبَهُ
في خافقي صِرتُهُ كانتْ لهُ الأبَدا.
الجمعة 27 جويلية 2012 على الساعة 13.38 بمغنيّة
شهيناز
ماذا يُبرعمُ قلبٌ يا شهينازُ
و النبضُ يسبقُ أشواقاً و يجتازُ؟
فالعِشقُ أنبتَ جرحاً ذاتَ أمنيةٍ
حتّى تفتّحَ حُلْمٌ و هْوَ ألغازُ
فُكّي خيوطَ متاهاتي أجِئْ وطَناً
فيهِ ابتِساماتُكِ الحمراءُ إعجازُ.
السبت 28 جويلية 2012 على الساعة 13.48 بمعنيّة
سيْراً إليها
هذي خُطايَ و هذي الروحُ و الطّرُقُ
إنّي أسيرُ و خلفي الجرحُ يحترِقُ.
|