رسالة شهيد ...
أماه ..
كنتُ صغيرا حالما
أتسلقُ الجدران والأشجار
وأركضُ في الحقل خلفَ فراشِه
أشمُ الياسمين
وأقطفُ طوقا لكِ ولجارتي
أمٌ بِلا بنين ...
أماه لا تبكِ ..
كنتُ الصبي الحَالِمَ
أوتذكرين ؟ ..
ستشهد كراسَتي
قلمي وأشيائي التي ..
تركتها عند أخي
حينَ ركضتُ فرحا أوصلُ خبزَ جارتي
أماه مدرستي ستشهد أنك ربيتني
وبأنني طفل شقي ..
مشاكسُ وأمين
ولطاما أعطيت من فطرتي
وزعمت أني أكلتها
لا تغضبي ...
منك تعلمت الإيثار
أماه ..
كنت أذود خلف الصبية أحمي بنات الحيّ من نظراتهم
كم جئتك ودمي على وجهي أقول سقطت من أعلى الجدار
ويوم الامتحان .. وقبل الانفجار
وقبل أن يقرروا نسف بناية جارتي
ما ذنبها سوى أنها جارة ذلك الدركي
ما ذنبه سوى أنه يفككُ الألغام ؟
يومها قصدتُ بيت جارتي
أعطيتها حاجاتها
سألتني عن مدرستي
عن ذاك الإمتحان ...
ذاك السؤال كان : ما الأمنية والحلم ما يُفرحكَ ؟
كتبتُ أنّ أمنيتي وحلمي و ما يفرحنى : الأمان ...
لم أنته من جملتي .. وكان الانفجار
بالله يا أماه فلتُقرئي معلمي السلام
ولتسأليه ما علامتي وكيف الامتحان
وأخبريه أنني عرفت ما الأمان ؟!! ...
نور الأدب (تعليقات الفيسبوك)
|