رد: هل يقود التعنت الاسرائيلي الى فرض حل دولي ؟!
التعنت الإسرائيلي ليس من مهمته أن يقود إلى حل دولي، بل هو موجه لعدم الوصول إلى حل، وإبقاء المنطقة رهينة الصراع، ورهينة الأطروحات ومشاريع الحلول التي لن يلق أي منها قبولا لدى إسرائيل، لتبقى المنطقة تستقبل مشروعا وتودع آخر دون أن يحظى أي منها بالقبول، وفي أفضل الأحوال وضعه قيد الدراسة والفحص تمهيدا لتهشيمه وتهميشه، كما في خارطة الطريق، التي هشمتها التحفظات الإسرائيلية وثم همشتها. بانتظار مشروعات جديدة تتفتق عنها ذهنية الساكن الجديد للبيت الأبيض، الذي سينشغل في عامه الأول في استطلاع أمور الحكم، ويستغرق العام الثاني في الإعداد للانتخابات النصفية، وفي العامين الأخيرين الإعداد لانتخابات الفترة الرئاسية الثانية، وهكذا تتكرر الحالة كل ثماني سنوات. فهذا الوضع (وضع اللاحل) هو الوضع المثالي وهو الأنسب لاستمرار بقاء إسرائيل، وهو الضمان لاستمرار توسعها، وتموضعها على الأرض الفلسطينية، وتغيير ملامحها بالسرطان الصهيوني الاستيطاني.
فمن يظن أن إسرائيل يمكن لها أن تقبل أو تتقبل أي حل لقضية فلسطين في أي جزئية منها، فإنما هو مجرد حالم واهم، لا ينفك يحث الخطى نحو السراب، فلا هو أدرك الماء ولا هو احتفظ ببقايا قوة قد يحتاجها لبلوغ الماء حين يجده.
لا يمكن لإسرائيل أن تقبل بأي حل إلا مرغمة، وهذا مختصر القول ومنتهاه.
|