عرض مشاركة واحدة
قديم 13 / 08 / 2012, 22 : 06 PM   رقم المشاركة : [22]
منجية بن صالح
كاتب نور أدبي مشارك

 الصورة الرمزية منجية بن صالح
 





منجية بن صالح is on a distinguished road

رد: الشرق الأوسط الجديد وتفتيت العالم العربي ليس قدراً محتوماً / ندوة تحتاج أقلامكم


الأديبة القديرة هدى نور الدين الخطيب

تحية عربية أصيلة على فتح هذا الموضوع الخطير للنقاش علنا نقدم شيئا يفيد و يثري الموضوع و يفتح أبوابا أغلقناها لأننا نخاف من فتحها لما تخفي وراءها من جهل و عجز و إحباط خلقناه داخلنا و استسلمنا له و حتى لا أطيل سأحاول سرد النقاط التي أثرتها في مداخلتك و التطرق إليها و التواصل مع تفرعاتها بإيجاز
1- نظرية المؤامرة
2- القضية الفلسطينية
3- الربيع العربي
4- دور المثقف في التوعية والتحسيس

سأنطلق من مداخلة الأستاذ القدير رشيد الميموني و التي قال فيها حين ذكر فكرة التطوير أنها تعتمد على محاور ثلاثة الدين اللغة التاريخ و أنا أوجز و أقول أنني سأنطلق من الدين لأن القرآن لغة و لأن التاريخ هو إنسان صنع حدثا تاريخيا فعندما نفكك شفرة هذا الإنسان اللغز اعتمادا على اللغة و ما حملت من معاني الوحي القرآني نستطيع أن ندرك الواقع على الأرض و يمكن لنا استشراف المستقبل و التعامل معهما بحكمة و استباق الضربات الموجعة و إحباط المؤامرة كيف ذلك؟

يتناول القرآن الكريم النفس البشرية في مختلف حالاتها و أدق تصرفاتها السالبة و الموجبة فلسنا في حاجة للمدارس الغربية في علم النفس اللهم إلا للإطلاع على ما توصلوا إليه كذلك في علم الإجتماع و السياسة و التاريخ و الإقتصاد و المعاملات ففي المنهج القرآني أساسيات هذه العلوم والتي يمكن الإنطلاق منها و تطويرها و الإعجاز القرآني تناول هذه العلوم إنطلاقا من النفس البشرية و طبيعتها و متطلباتها لأن من خلقها وحده العارف بأدق تفاصيل ميولها تفكيرها و تصرفاتها و قدرتها على عمل الخير أو الشر و إلى أي مدى يمكن لها أن تذهب في تلك التوجهات وهو القادر أيضا على تسديد خطاها أوقهرها .... هذا ما لم تعتمده أي نظرية وضعية لأنها إنطلقت من واقع استندت عليه لتجد له حلا و الواقع ليس حقيقة بل هو إفراز فكر الأفراد و الشعوب وهو ملوث و رديء في أغلب الأحيان

يقول تعالى: و من يعشُ عن ذكر الرحمن نُقيض له شيطانا فهو له قرين ( الزخرف الآية 36)
لكل منا قرين يصرف أعماله و يوجه فكره و مقاله ليكون لكل فرد في الوطن من المحيط إلى الخليج وجهة هو موليها ليصبح الإختلاف خلافا و هذا يشمل العامة والخاصة من المثقفين والحكام و بطاناتهم و هذا ما نعيشه على أرض الواقع فصراع التيارات السياسية والدينية والفرق المتناسلة من بعضها البعض يصبح أمرا طبيعيا و عدم وجوده يصبح شذوذا عن القاعدة فاختلاف المرجعيات يجعل البعض يبحث عن التقارب بين وجهات النظر لكن سرعان ما تتداخل الأهواء و المصالح وتهدم التحالفات ليعاد بنائها من جديد ليصبح عدو الأمس صديق اليوم هكذا تتأصل التوازنات السياسية و التحالفات الإستراتيجية على مر التاريخ فمنذ القتل الأول على الأرض بين إبني آدم عليه السلام والدم ما زال ينزف و التآمر مستمر .....هل العيب فينا أم في المتآمر علينا؟

و أقول أن العيب فينا لأن مرجعياتنا تعددت ولأنها تشرب من معين غربي مسموم و أيضا لأن أرضيتنا الفكرية مستعمرة والعقل العربي لم يتحرر من قرينه الذي يسوسه و يملي عليه أقواله و أفعاله و جعله يعتقد أن القرآن تجاوزه الزمن و أنتهت صلوحيته و لم يعد نافعا حتى أصبح الإسلام مذاهبا لفرق متناحرة و طقوسا دينية و مواسم و أعياد.... نستشهد برموز غربية وما تمليه علينا مدارسه و نطبق ما جاء فيها و ندافع عن فكر يساهم في تغريب حياتنا حتى أننا طمسنا معالم تراثنا و حضارتنا و استبدلناها بأخرى فترانا نعيش أعلى درجات المسخ و الخسف و التحريف يقول تعالى لا يغير الله ما بقوم حتى يغيروا ما بأنفسهم

المؤامرة تسكننا فهي داخلية قبل أن تكون خارجية و لا نتخلص منها حتى لا نستمع و نطبق أمر قرين السوء و لا نشرك بالله أحدا... حتى ننتصر على العدو الخارجي لابد أن يكون لنا نصرا مؤزرا على داخلنا المحتل و المعتل و الملوث بأفكار ما أنزل الله بها من سلطان أبعد ما تكون عن العقل الإنساني الفطري و الذي خلقه تعالى في أحسن تقويم هذا العقل و الذي إن تحرر من فكر دخيل عليه أصبحت له قدرة هائلة لا تهزم
ربما يقول البعض ما دخل هذا بذاك أقول أن هناك قاعدة أصلية تكون هي مرتكز كل الأحداث ففي مادة الرياضيات تعتمد القاعدة حتى يحل المشكل و نصل إلى نتيجة صحيحة فإن غابت القاعدة تعددت النتائج و تاه الحل
هذه هي نظرية المؤامرة والتي نتوجس منها كلنا و نخافها و نبقى أمامها مكتوفي الأيدي ننتظر حدوثها و لا نستطيع مقاومتها لأنها متأصلة فينا نابعة منا تجعلنا نقبل ما يحدث لنا و كأنه قدر محتوم عندما يعجز الإنسان عن مقاومة فساده الداخلي فانه يعجز على مقاومة العدو الخارجي مهما كان الطرف المقابل ضعيف لأن عجزه يضخم له قوة خصمه حتى يخافه و يبقى على الحال الذي هو عليه مستكينا خاضعا يبرر الغير مبرر و يدافع عن خراب نفسه ووطنه و يُنظّر حتى يبقى غافيا بين أحضان عجزه
هذه القاعدة والتي إن طبقنا مفرداتها أدركنا ما يحدث بفلسطين قضية كل عربي أصيل
مع تحياتي للجميع
(يتبع)

منجية بن صالح غير متصل   رد مع اقتباس