فِي مَـجْمَعِ الْبَيْنَيْن..
بَثَّ الْـهَزِيـمُ حَيَاةَ الْغَيْمِ وَاقْتَرَبَا
فِي هَدْأَةِ الْغَيْثِ مَدَّ الْـخِصْبَ وَاغْتَرَبَا
سَالَتْ مَرَايَاكَ مِلْءَ الْبَوْحِ مُشْرِقَةً
حُبًّا سَكَبْتَ عَلَى إِشْرَاقِهَا أَدَبَا
مَازَالَ حَرْفُكَ مُذْ شَكَّلْتَ غَيْمَتَنَا
غَيْثًا تَرَاكَمَ فِي عَيْنَيْكَ وَانْسَكَبَا
إِنِّي ارْتَشَفْتُ مَعِينَ الْـحُبِّ مِنْ لُغَةٍ
قُطْبِيَّةِ الْبَثِّ مِنْ كَأْسَيْكَ حِينَ رَبَا
إِنِّي أَهُزُّ بِـجِذْعِ "الْقُطْبِ" قَافِيَةً
يَسَّاقَطُ الشِّعْرُ مِنْ أَعْذَاقِهَا رُطَبَا
مَهْمَا ارْتَقَبْتُ طُقُوسَ الْبَوْحِ مُذْ شَغَفٍ
إِلَّا ارْتَقَيْتُ ذُرَى عَيْنَيْكَ مُرْتَقِبَا
يَاسَيِّدَ الشِّعْرِ قَلْبُ الطِّفْلِ يُتْعِبُنِي
كُنْ لِي هُنَالِكَ فِي يُتْمِ الضُّلُوعِ أَبَا
كُنْ لِي هُنَالِكَ مَدَّ الْـخِصْبُ أَزْمِنَةً
تَنَعَّمَ الطِّفْلُ فِي أَحْضَانِـهَا حِقَبَا
فِي دِفْءِ عَيْنَيْكَ هَمْسُ الصِّدْقِ يَـحْضُنُنِي
حِينَ الْـحَنَانِ لِتُرْخِي مِلْأَهُ الْـهُدُبَا
خُذْنِي إِلَيْكَ مَلِيًّا ضُمَّ أَشْرِعَتِي
إِنِّي اتَّـخَذْتُ سَبِيلًا فِيهِمَا سَرَبَا
حَتَّى انْدَفَعْتُ إِلَى التَّيَّارِ تَقْذِفُنِي
زَوَارِقُ الشَّوْقِ مُذْ حَـمَّلْتُهَا نَصَبَا
سِرُّ الطُّفُولَةِ مِنْ عَيْنَيْكَ بَلَّغَنِي
مَعْنَى انْطِلَاقِي لِأُحْيِي فِيهِمَا اللَّعِبَا
نَسِيتُ فِي مَـجْمَعِ الْبَيْنَيْنِ ذَاكِرَتِي
حَتَّى تُعِيدَ إِلَيْهَا الشِّعْرَ وَالْأَدَبَا
* * *
عَادِل سُلْطَانِي ، 13/08/2012