[align=justify]
تحياتي مجدداً
يبدو أن المداخلات توقفت ولعلنا يجب الآن أن نأخذ أهم نقاط المداخلات والآراء ومن خلال النتائج نقدم طرح جديد.
وصلتني بعض المشاركات حول هذا الموضوع على بريد الموقع وبريدي الالكتروني ومداخلة واحدة من خلال الرسائل الخاصة، واسمحوا لي هنا بالتنويه:
أي طرح أرسل به رسالة أرجو من السيدات والسادة كتابة مداخلاتكم الكريمة مباشرة في ملف طرح القضية، هذا بالنسبة للأعضاء وبالنسبة للسيدات والسادة الزوار يمكنهم وضع مداخلاتهم الكريمة من خلال صفحتنا على الفيس بوك لمن يملك حساب في الفيس بوك أو التويتر، ويتبقى فقط رسائل السيدات والسادة الزوار الذين لا يملكون أي حساب يمكنهم مراسلتي بمداخلاتهم أو كتابة الرأي مع التنويه في المجلة في زاوية المشاركات الحرة للزوار، وشكراً جزيلاً للاهتمام
سأورد أدناه فقط مداخلة العضو في المنتديات الأستاذ فرحان موسى علقم والتي أرسلها لي في رسالة خاصة، وذلك لأهميتها والتي رأيت أنها تعبر عن رأي شريحة من شعبنا من المحيط إلى الخليج واسعة قد أتفق معه شخصياً بنسبة لا تقل عن 70% وهذا ما سأتناوله لاحقاً في سياق الرد والتعبير عن رأيي الخاص بقدر ما يسمح به موقعي من نور الأدب، وهنا أود التنويه أني شخصياً لكوني صاحبة المؤسسة والترخيص وحقوق النشر يفرض عليّ الكثير من الحيادية لإعطاء المزيد من الحرية وكي لا يمثل رأيي أي ضغط معنوي من جهة ومن جهة أخرى لأن رسالة نور الأدب الأساسية هي الوحدة الوطنية ورأب الصدع وعدم المساهمة في أي تفريق أو تمزق أو عصبية وحتى يظل نور الأدب بيت ومنبر الجميع وللجميع من الشرفاء، مع الأخذ بعين الاعتبار أن نور الأدب مسجل كمؤسسة أدبية.
[gdwl]
فرحان موسى علقم
السلام عليكم ورحمة الله وبركاته
نعم ليس قدرا محتوما، وليس ذلك أمرا محسوما لا مفر منه، وإن محاولات إظهار التغيير الإيجابي في العالم العربي على أنه من رحم الغرب وأمريكا، أمر يراد منه نزع فرحة الشعوب بيقظتها، وتقزيم تضحياتها بوضعها ضمن سياق نظرية المؤامرة، والإيحاء بأن كل ما يجري في العالم العربي خاصة وبقية العالم عامة، إنما يجري بإرادة أمريكا وإسرائيل، وأنه لا يمكن تحقيق أي أمر إلا إذا باركته أمريكا وإسرائيل، وهذا أمر في غاية الخطورة. إذ أنه تسلل إلى عقول ووجدان الكثيرين، نتيجة لسنوات الذل والمهانة، والقهر والاستبداد التي عاشتها الشعوب تحت سياط الجلادين، من أبناء جلدتها، وممن يسمون بأسمائنا، ويتحدثون بحروفنا، ولا أقول لغتنا، فلغتنا التي نتحدث لا تقبل الذل والمهانة، والتبعية المخزية. فليس عربيا من يفعلها.
إن ما يقوم به الكثيرون من رمي كل تحرك أو محاولة للتغيير بأنه تحرك ضمن نظرية المؤامرة أمر قد استقر في عقول ووجدان الكثيرين لشدة ما عاشوه من الظلم، مما أفقدهم الثقة في وجود أحياء بين ثنايا هذه الأمة، وأفقدهم الثقة بأن رحم هذه الأمة ما ينجب الأوفياء والمخلصين، وأولي العزم، الذين لا تلين لهم في الحق قناة، والذين ما يزالون على الحق ثابتين لعدوهم قاهرين، مهما ادلهمت حولهم الخطوب ومهما تقلب عليهم الدهر، ومهما طالت عليهم السنون، مصداقا لحديث الرسول الكريم (صلى الله عليه وسلم) الخير فيَّ وفي أمتي إلى يوم الدين، وحديث آخر، لا تزال طائفة من أمتي على الحق ظاهرين لعدوهم قاهرين، أو كما قال عليه الصلاة والسلام. وسأحصر مداخلتي في أمرين اثنين:-
1- نظرية المؤامرة:- لقد بات من المسلم به عند قطاع واسع من شعوبنا العربية، أن كل ما يحصل في عالمنا العربي هو نتاج المؤامرة الغربية التي تتزعمها أمريكا وإسرائيل، وأنه لا يمكن أن يحدث حادث أو يتحرك شيء إلا وفق المخططات الأمريكية، والإسرائيلية، وكأن أمريكا هي التي تكتب القدر وتتحكم في القضاء في كل ما يخص الشعوب العربية والإسلامية. وهذا فيه تعدٍ على رب العزة، فالمقادير بيد العزيز الحميد وحده، ولكن شدة المحن وحلكة الظلام الذي لف عالمنا العربي ردحا طويلا من الزمن، أفقد بوصلتنا اتجاهها، وأفقد بصيرتنا نفاذها، وأضاع منا الحكمة والتوازن، فبتنا لا نرى بوارق الأمل. ولا نبصر ضوء آخر الشفق. ومع ذلك فإنني لا أنفي وجود مؤامرات تستهدفنا، ولا أنكر وجود مؤسسات ودول تواصل الليل بالنهار للنيل منا، وتنفيذ مخططاتها للسيطرة على مقدراتنا، وإبقائنا تحت رحمة سياطها وجلاديها. ولكن مؤمن كذلك باستمرار وجود الخير في هذه الأمة، وأن ما يحصل في عالمنا العربي من حراك شعبي أيقظ فينا الأمل، وأحيا فينا الطموح لغد مشرق، لا يجدر أن نقبل بوضعه في دائرة المؤامرة، ولكن يجب أن نميز بين ما هو مؤامرة وما هو تحرك أصيل، نابع من ضمير الشعب ومن وجدان الأمة. يجب أن نفرق بين الغث والسمين، حتى لا نظلم أنفسنا ونقزم تضحياتنا، ونبدد إنجازاتنا. ويجب أن تبقة شعلة الأمل متوقدة دائما، فلا وجود لليأس في حياتنا ونحن المؤمنون بالله، المتمسكون بكتابه، والسائرون على درب نبيه. وعليه فإن المؤامرات التي تحاك من أجل نشر الفوضى الخلاقة، وتفتيت الشرق الأوسط لإنتاج شرق أوسط جديد بمقاسات صهيونية ومواصفات أمريكية، لا تنتهي ولا تتوقف5، ولكنها كذلك ليست قدرا محتوما أن تنجح في مسعاها، وأن تصل إلى مبتغاها، وإنني أرى أن الربيع العربي هو ربيع عربي بامتياز، وليس ابتكارا أمريكيا أو صهيونيا، وإن كانت المساعي الأمريكية والصهيونية لاحتوائه، وامتطاء صهوته لم ولن تتوقف، ولكن نجاح ذلك رهن بمدى تسليمنا بذلك. والذي أرى أنه لن يكون، طال الزمن أو قصر.
2- تحميل الشعب الفلسطيني تبعات كل خطأ وجريرة كل خطيئة: فالشعب الفلسطيني كالأيتام على موائد اللئام، ولا بواكي له وإن بكى، وإنني كفلسطيني أعيش هذا الألم، وأتجرع مرارته، شأني في ذلك شأن أبناء شعبنا الفلسطيني، أجد في ذلك ظلم شديد يضاف إلى ظلم الاحتلال، ولا يقل عنه قسوة ومرارة. وخاصة عندما تظهر الحقيقة، ويظهر الشعب الفلسطيني فيها أنه هو الضحية، وليس الجلاد، ومع ذلك لا يفطن من ساموه الخسف ورموه بأقذع التهم، وأخس المزايا أن يزيلوا عنه آثار عدوانهم، ويخففوا عنه مرارة ظلمهم، بل يستمر الاتهام في الإلقاء بظله، وتبقى الشكوك تحوم حول حماه، رغم نصاعة بياض البراءة. وذلك لأن أسهل ما في الأمر هو إلقاء التهم ولو جزافا على الشعب الفلسطيني، فكل ما يرمى به الشعب الفلسطيني لا يحتاج في ظنهم إلى دليل إدانة، ولكن البراءة وإن توفر الدليل تبقى حزينة حبسة الأدراج حتى يطويها النسيان، وتموت مع بروز أو جريمة جديدة تلقى تبعاتها على الشعب الفلسطيني، لتتكرر المأساة وتعاد الكرة مرة أخرى. ويبقى السؤال الذي حفر في الذاكرة وانغرس في الوجدان، إلى متى؟ أليس من نهاية لهذه الدوامة من الظلم، والتعدي، والتمادي في الطغيان؟ إلى متى يستمر مسلسل الاستهداف والاستضعاف والتضليل؟ والجواب على هذه الأسئلة ليس سهلا، ولكن انتهاء هذه الحالة يرتبط في جانب منه بالفلسطينيين أنفسهم، فلم يعد من المقبول أن يستمر الفلسطينيون في دائرة الشك المستديم، والتهم الجاهزة دون دليل أو قرينة، ولم يعد من المناسب أن يقبل الفلسطينيون الاستمرار في دفع فواتير وضرائب غير مستحقة عليهم، ولم يعد مقبولا أن يظل الفلسطينيون هم الجناة بينما هو الضحية على الدوام. ويجب أن ينتقل الفعل الفلسطيني من دور الاجتهاد في محاولة التبرؤ، إلى دور الاجتهاد في إدارة الدفة في الاتجاه الصحيح، وتسمية الأشياء بأسمائها، وعدم انتظار أن ينظر العالم إلينا بعين العطف، فلسنا بحاجة إلى عطف، وإن كنا نحتاج التعاطف، ولكننا بحاجة إلى إحقاق الحقوق والاعتراف بها والتسليم.
راجيا من الله العلي القدير أن يرفع عن شعبنا هذا الظلم وأن يرد إليه حقوقه وأن يزيح عنه الاحتلال[/gdwl][/align]