رد: تخــاطر الشمــوع/ نصيـرة تختوخ ـــ خيري حمــدان
[align=center][table1="width:95%;background-image:url('http://images2.layoutsparks.com/1/108934/all-wet-black-red-31000.jpg');border:4px inset red;"][cell="filter:;"][align=center]نـصيــرة تـخـتـوخ:
تانغو ويشتعل الآكورديون وتذرف سحب القلب دموعها.
أخبروك أنني أتقن الرقصة وكذبوا. كان الأجدر بهم أن يقولوا أنني أحب الإيـقاع وثقافة الشعوب حين تضرب جذورها في العمق.
هاتان اليدان اللتان تحنوان على صغار العصافير و تختزلان القطن و المجهود في قبضتهما تعداني بالثقة والأمان وسكاكر الحروف.
أقف على بعد خطوات منهما لاستشعارهما والثقـة.
يقربني اللحن من لحظات الشجن ثم يسحبني إلى ضحكات الفرح ويدفعني نحوك.
أتراجع للخلف قليلا وأُداري تلعثمي. لولاه لكنت سألت:'' من أين لك كل هذا الهدوء؟ وأي أكوانٍ تسكن في صدرك؟ ''.
كحرير ناعم تتجمع أحاسيسي يحركها النسيم والتنهيدة وإيماء نظـرة مبهمة.
حلبة الرقص الفارغـة لنتركها لأشبـاح المسـارح والأوپرات.
في ذاكرتي رمل مبسوط منتعش ببلل البحر وزرقة متدرجـة آخرها لازوردي؛ إلـى هناك تأخذني النوتات المتطايرة وأتجرأ لمناداة يديك.
الأنهـار تجري طويلا لتصب في البحر كي تستريح والنوارس تمارس نفس السلوك منذ الأزل وأنا وأنت بين عاداتهم نؤثث لعادات جديدة.
سيتحدث الموج عنا، ستصير فضيحتنا بجرس أمام الصدف إن لم نُحسن الانسجام مع المكان.
خطوة تترك وقعها على الرمل وخطـوة أكبر تقابلها.
خطـوة تتقدم وتسجل ضغطها على الرمل وخطوة تتراجع لتشهد بصمات أنها تراجعت.
ماء مالح يقترب من كاحل ويتردد في الوصول ونبض يرتفع.
ترى هل تفكر فينا السماء بجدية؟ أهي تسحبنا نحوها أم أننا نكاد نطال التحليق خيالا؟
كم انتظرتني وكم حلُمْتَ أن تجاري الشموع ضياء المنارة؟
أريد أن أتوقف هاهنا وأن أجلس كحوريـة بحر تعزف لها على قيثار أعز وأنبل أحلامك.
*****************************
خيــري حمــدان:
أنبل أحلامي قادمة على سحابة شرقية، وأنا على ثقة من أنّ أجهزتي الموسيقية تعزف لك دون انقطاع منذ أن قابلت عينيك ذات يوم. لن يقدر الرملُ على سدّ فوّهات الربابة أو الحيلولة دون تحرر الآكورديون من الصمم لتنجرف الأنغام دفعة واحدة. تأتي راقصات الباليه من كلّ صوب لا ليرقصن ولكن ليرقبن أثر الحناء في كفيك، ليتبركن بأثر قدميك فوق الرمال على شواطئ كانت مرهونة للنسيان.
الإيقاع أوقع بي في حبائل الوهم ولولا حضورك المبكر لبقيت هائمًا في حيرتي. أنت الخلاص فلا تبخلي علي بنفح الهوى، لا تغيبي عن ناظري الوقت كله. هناك في زحام الفكر قصيدة لم تجد مكانها فوق دفاتري، فهل أقدر على تحبيرها قبل انفجار القلب بقليل؟
هذا ليس تشاؤمًا بل انعتاقا، دعيني أسافر عبر هذي الدفاتر نحو الأفق، نفسه الذي يصبغ الروح بالأزرق، ثمّ يرتقي في سماء لا ندركها ما دام الوقت دائمًا يعلن حضوره متأخرًا! ما ذنب الشاعر إذا فاته كونسيرتو كتب لوقت لاحق؟ ما ذنب الراقصة إذا اهتزت الأرض من تحت قدميها الرقيقة، فلم تقدر على إتمام رقصتها الأخيرة؟ ما ذنب الموت أمام عنفوان الحياة؟
لا أريد أجوبة، لكنّي أدعوك مجددًا للقبض على طبائع العشق الممزوجة برحيق التانغو، أدعوك للمضي نحو القوافي، لا تدعي النصّ يستسلم للعتمة، هناك مكان تحت الشمس حُجِزَ للشعراء لا يعرف إحداثياته سوى نخبة من حملة الجمر الحارق. أنتِ أولى المدعوات، أنتِ القادرة على رفض أو قبول دعوات الزيارة، أنتِ وحدك تحددين من يبقى في رحاب الشعر ومن يمضي خلف الأفق بعيدًا عن هذه البقعة. لا تترددي، افعلي ما طاب لكِ فالنجوم طيّعة بين يديك.
السماء لا تفكر سوى بنا، والماء المالح يقترب، يقتحم الكواحل، لا يخشى حضورك المقفّى بالحناء. توقفي حيث أنتِ، اجلسي حورية أنتِ، حرّة أنتِ، وسأعزف على القيثار حتى أرهق قلبه، حتى آخر لحظة من الليل، سأحرق الهدوء الأحمق وأملأ الدنيا شهيقًا ودهشة. ثم أذهب نحو الموج فأنا لا أخشى غدر البحر وجبروته، هناك نجمة ما تحمي ظلّي، فأنا ما زلت يا سيدتي في كنف القصيدة.
[/align][/cell][/table1][/align]
|