رد: تخــاطر الشمــوع/ نصيـرة تختوخ ـــ خيري حمــدان
[align=center][table1="width:95%;background-image:url('http://images2.layoutsparks.com/1/108934/all-wet-black-red-31000.jpg');border:4px inset red;"][cell="filter:;"][align=center]نصيرة تخــتــوخ:
هل خَبِرْتَ يوما امرأة تتدفق كقصيدة في قصيدة؟ إن فعلت فإنك عرفت من تشبهني وإن لم تفعل فلك أن تباعد أصابعك قليلا ليتخللهما الإيقاع.
لاتحتجزْ شجني ولا انطلاقتي ولاحتى خوفي وهاجسي.
حرة أجل وحورية على قدمين والحناء تعيدني لماضٍ عتيق ويدي جدة تحفظ حكايات أوراق الحناء وينابيع الماء قبل نضوبها.
إنني أجبنُ منك أمام البحر وأخشى غدر نجمة هاربة. كل الأمان قُرْبَك إن كان ساعدك متطوعا لحمايتي ساعة الخـطر.
تخيل لو داهمتنا العاصفة ماذا سنقول لها:'' لاتطيرينا جئنا نتعلم التانغو على الرمل ونُطرب مناقير النوارس وأشواك قنافد البحر '' أو أتبرع لها بشالي المليء بالسنونوات لتأخذها خلف البحـر سريـعا.
أتعلم؟ إن أتت العاصـفـة سأتمسـك بخيط الوعـد الصادق وبشجاعـة الفارس الشرقـي وصهيل العنفوان بداخلـك. وليجن الآكورديون ويبح الساكسفون، إن حَضَرْ، لست أرضى بمباغتة أكبر من مباغاتاتي ولا بمفاجأة أكثر إدهاشا من مفاجآتي.
في كنف القصيدة، التي تسكنك ولم تولد بعـد، لغـتي الجديدة التي تصففها زوبعتي ودوامتي وموجة هدوئي. إليها أتسلل برائحة الڤانيلا والليمون والحناء وفوضى تخلق شهقة الحياة الأحلـى.
اسمح لرشة ماء البـحر أن توقظـ ابتسامتك فالدهشـة قبل موعدها تكبح حروفي.
إبتسِم أَبتسم لعل العاصفة تتلصص علينا.
****************************
خيري حــمــدان:
خياراتك كلّها صعبة فأنت سيدة القصائد المكتوبة وتلك التي تنتظر أقلام الشعراء، فهل أتنحى عن صفّ القوافي واعتلاء صهوة الإيقاع؟ باعدت بين أصابعي فتخللها السراب فجأة وانفجع اللقلاق المسافر هربًا من وعود سبتمبر الباردة نحو الجنوب.
السنونو شعر بالغيرة أيضًا، لحق بمركب أسراب الطيور المهاجرة بعيدًا نحو جنوب الشواطئ الدافئة، يا متوسط يا بحر العشق ما أبعدك، ما أجملك!
كلّ الحواري طلين سيقانهنّ بالحنّاء، وسقينَ الليل ضوءًا، فلا تخشي غدر النجوم الهاربة نحو الحياة، كلّها تعرف إحداثيات العشق، تعرف أين تقع قصورك الواعدة، وينابيع الماء لا تفتأ تتفجر، تتصاعد في أصل السماء، لا تخشي النهار فعيون الليل ساهرة يا أنتِ، يا انعكاس الحبّ في مرايا الشاعر وروحه.
لا أخشاكِ لكنّي أخاف البحرَ فهو مزاجيّ الهوى، تتلاطم أمواجُهُ، تبحث عن متنفّس لها، تبحث عن أثر لنورس، يساعدك حين يدق ناقوس الوحدة.
إذا هبّت رياح عاصفة ونحن نحرق الرمل بتانغو سأعطي العاصفة عندها قصيدتي وشالك، وشالي وقصيدتك ونصي وحضوري وغيابك، وغيابي وحضورك لعلّ السنونو يطرب بعد أن يهدأ قلب العاصفة ويحنو على ما تبقى من أيام الصيف العاتبة. ثمّ أبتسم حتى وإن ترصدتني العاصفة الوقحة، فالتانغو قادر على صهر الجليد المتراكم في قلوب المتوحدين العاشقين لصباح فيروزي آخر، يأتي بعد شتاء.
أنا قادر على احتواء رشات المطر وعنفوان البحر يطرق أبوابي الجافة، ليبللني بزَبَدِهِ ثمّ يتراجع ثانية نحو العمق ساذجًا، معتقدًا بأنّه قد انتصر.
[/align][/cell][/table1][/align]
|