رد: أين تذهب هذا المساء ؟؟؟؟؟؟؟؟؟؟؟؟؟؟
صباحكم جميل للعزيزتين عروبة وشيماء.. صباحكم أجمل أعزتي الأعضاء والقراء الأفاضل
صباح مثخن بالعطر والنور
جميل أن نصحوا بعد أيام مرهقة متتابعة لنجد أننا استعدنا عافيتنا وذهبت عنا أوجاع التعب لمن في مثل عمري
انفتحت قابليتي للقراءة الصباحية وأنا أعزها كثيراً.. وانفتحت معها القريحة لانفتاح صفحات الكتاب بين أناملي
وفي العادة يكون اختياري للكتاب شبه عشوائي حيث تمتد يدي للكتاب الخفيف في حجمه والمثير في عنوانه
الكتب غير المقروءة تربض على الكومودينة الجانبية لسريري من تلك التي تهدى إلي وتنتظر مني قراءتها
وكان نصيب اليوم كتاب شعر لشاعر من الشقيقة السعودية.. ويا لروعة شعراء الشقيقة السعودية
أميز الكثير منهم بالاجادة والريادة
وهذا الشاعر الرائع خالد بن عبدالله الغامدي في ديوانه "الأكسجين المر"
انظروا لروعة العنوان وما يكتنزه من انزياح لغوي.. فما أن بدأت القراءة حتى شدتني الاجادة والحبكة الشعرية واللغة الثرية والعزف الموزون
لله درك أيها الشاعر الغامدي ابن الطائف الأبية.. لاحظوا جمال التعريف عن ذاته الشاعرة
وإن دبيباً في الخلا.. ليشدني= فكم ضمني ليل.. وبعثرني فجرُ
وتهت وليداً في الحياة برغبتي!- وطال بي الممشى وما زلتُ أغترُ
ألوك حشاشات الفؤاد.. تلهفاً= وأزعم فيما بعد أن الأسى فخرُ
وما زال سرّ في الحياة.. يقودني= إلى الضفة الأخرى.. لأكشفه السرُ
تيسر لي شتى المهالكِ صدفة= فتيسير اهلاكي بها.. لهو العسرُ
تجارب.. ما عاش الفؤاد لحملها= ولكن حملت العبء.. واسترسل الأمرُ
وفي قصيدة الاوكسجين المر يظهر شذى الحرف في البوح، مستمرئاً في مقارفة العنوان وفيها قدرة على فلسفة الحياة واطلاق القدرة على التعبير عنها بالحرف الجلي.. واقتطف لكم هذه الأبيات منها
أحيا على الأكسجين المرِّ يقتلني= وقد تمكن مني شرّ تمكين
أكاد أنهدُّ لولا أنني رجلٌ= يعتادُني الصبرُ من حينٍ إلة حينِ
فما أقمتُ ابتسامتي سوى كذبٍ= تصدّ في قسوةٍ عن موضع اللينِ
أصدّ عن نقطة الضعفِ التي اتخذتْ= قلبي كياناً متستشري.. كغسلينِ
ما أبشعَ العقلَ لا تغشاه أمنيةٌ= إلا وأسقطها في اللغو والدونِ
يظل كقالقاتل المأجور يلحقني= أني التفتُّ.. فطوبى للمجانين
ويغرق الشاعر الغامدي في النظرة التي تفلسف الأمور حتى يستوعبها العقل بعقلانية التقبل.. هي حياة لا تمنحنا إلا بعض ضئيل من الأماني والأمان.. فهو يتمنى ، يطلب، يطالب، يسعى، يحب، يكره،ييأس، لكنه في النهاية يحمل قلباً صحراوياً يحيا في لفافة غاب قادراً أن يعيش في الجفاف والجفى ويواجه صامداً أعتى الرياح
فالآن أعتزل الحياة وإنها= قد هاجرتْ عني بغير إيابِ
سأعودُ.. أحملُ قلبَ صحراء..= بلا قلبٍ.. وأحيا في لفافة غابِ
لكن الشاعر الغامدي يهيم ويتلوع ويكتوى بالهجران شأن الشعراء المترفي الوجد والتحليق.. فها هو هنا يعقد الأمل بعودة الحبيب الراحل في أقصى الغياب
قتل الرحيل..
لقد رحلتِ.. فما تبقى لي ديار
ما صهر قلبي بالصبابة..؟
ما احتراقي في انتظارْ
يا غائباً ما غاب...
حتى افتض من قلبي المحار
وتقلبت نفسي على الذكرى..
وراودني انتحارْ
وبقيت بعدك ضائعاً
في الناس اُختل في ستار
متذبذباً
أخفى التهافت في..
بالضحك المعارْ
اظهر كما ظهرت نجومٌ
في انسلاخات النهارْ
ظهرت عليَّ
وكنتُ وحدي في خنوعٍ وانكسارْ
ظهرت عليَّ
فمال قلبي من جفوني..
بانحدارْ
اكتفي إلى هنا فالقصائد عند الغامدي مصائد للاعجاب والدهشة ولو تركت العنان لقلمي لجاب منه كل الديار ولامتد بي الوقت حتى آخر النهار
تحياتي وودي وكثير كثير شوق
|